بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي
صاحب أحسن تفسير للقرآن
وأستاذ الفقه والأصول والتفسير والأخلاق العدد: 589
___________________ التاريخ: 26/8/2012
م/ أضرار جلسة التربع على الأرض في حلقات الدرس
[وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ]
ومن أوليات الفقه الرجوع إلى أهل الخبرة في الموضوعات والشبهة الموضوعية على نحو التعيين وهو من عمومات نفي الحرج في الدين، وقد إرتقى الطب في هذا الزمان وبما يناسب أحوال وأمراض العصر، وفي أوان الإفطار في اليوم الأول من رمضان هذا العام كان مدعواً في مكتبي إختصاصي العظام والكسور ومدير المستشفى في محافظة الديوانية وضيوف كرام , حيث أخبر بأن الجلسة التربيعية على الأرض تؤدي إلى تآكل غضاريف الركبتين وخشونة في المفاصل خصوصاً لمن تجاوز الأربعين من العمر، وقد رجعت إلى بعض المسائل الطبية التي تبين التباين بين الحركة المتعددة لليد والكتف وإمكان الدوران في مفصله، وإنحصار حركة مفصل الركبة بالثني والمد.
وينصح الأطباء عند الجلوس على الأرض بصيرورة الركبتين في وضع الثني كما في الجلوس للتشهد في الصلاة، وهو آية إعجازية في الفرائض في الشريعة الإسلامية، ومناسبتها لكل الأزمنة والأجيال وموافقتها للدراسات الطبية الحديثة وبما يمنع من أسباب الشك والريب فيها، مع إمكان الصلاة عن جلوس على الكرسي لمن يتعذر عليه الجلوس على الأرض.
ويسمى الجلوس على الأرض بالجلسة العربية ولا أصل لهذه التسمية أو الملازمة بل كانت كثير من الشعوب والأمم السالفة تتجد من الأرض فراشاً.
وفي هذا الزمان إختلف وتحسن وتنوع نوع الغذاء مع قلة الحركة فيه، وظهرت الدراسات الحديثة في بيان علل الأدران وتشعبها، وإذا أنعم الله عز وجل على أهل الأرض بنعمة فالمؤمن أولى بها، وإذا ثبت قول أطباء الأبدان بوجود أضرار في الجلوس الطويل على الأرض وهو الظاهر فلابد من إجتنابه في حلقات ودروس ومجالس الحوزة لقاعدة لا ضرر ولا ضرار، وتبعية الحكم للموضوع، وتبدله إذا تغير الموضوع، وحينما قمنا بوضع أرائك متواضعة في مجلسنا وقاعة البحث الخارج قبل نحو سنتين لمسنا الرضا والإستحسان من الفضلاء وعامة الزوار الكرام , لما فيه من التخفيف.
نعم من التأسي بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والتواضع الجلوس على الأرض ويمكن أن يكون بثني الركبتين وجلسة القرفصاء ولو على نحو الموجبة الجزئية التي يتحقق مصداقها بالصلاة ، قال الواقدي: بلغ النجاشي مقتل قريش و ما ظفر الله به رسوله فخرج في ثوبين أبيضين ثم جلس على الأرض ودعا جعفر بن أبي طالب و أصحابه فقال أيكم يعرف بدرا فأخبروه فقال أنا عارف بها قد رعيت الغنم في جوانبها هي من الساحل على بعض نهار و لكني أردت أن أتثبت منكم قد نصر الله رسوله ببدر فاحمدوا الله على ذلك فقال بطارقته أصلح الله الملك إن هذا شي ء لم تكن تصنعه يريدون لبس البياض والجلوس على الأرض، فقال إن عيسى ابن مريم كان إذا حدثت له نعمة إزداد بها تواضعا).
صالح الطائي