بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي
صاحــــــــب أحسن تفسير للقرآن العدد: 1012
وأستاذ الفقه والأصول والتفسير والأخلاق التاريخ : 24/12/2013
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
م/ التوسعة الزمانية في زيارة الأربعين
الحمد لله الذي قال[إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا] وصلى الله على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي لم يغادر الدنيا إلا ويجعل وثائق نبوية وصية للمسلمين منها: الحسين مني وأنا من حسين، والحسين سبط من الأسباط، والحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا.
ولقد إتخذت زيارة الأربعين في صفر من كل سنة صبغة إيمانية وحسن مواساة لأهل البيت في مصيبة الإسلام باستشهاد الحسين وأهل بيته، ووردت فيها نصوص عديدة، منها حديث الإمام الحسن العسكري عليه السلام أنه قال: علامات المؤمن خمس: صلاة الاحدى والخمسين، وزيارة الاربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
وفي يوم العشرين من صفر رجوع حرم الإمام الحسين، ومجئ جابر بن عبد الله الأنصاري من المدينة إلى كربلاء لزيارة الحسين وكان أول من زاره قاصداً من بعيد ليقتدى به المؤمنون من العراق وإيران والدول الأخرى.
وباستحباب زيارة الحسين في الأربعين قال الشيخ الطوسي في التهذيب والعلامة الحلي في المنتهى والتذكرة والتحرير، والسيد إبن طاووس في الإقبال والشيخ المفيد في مسار الشيعة.
ومن خصائص زيارة الأربعين رجاء الثواب في العمل , فقد روي عن عطية بن سعد العوفي والذي شهد رجال الحديث من السنة بصدق حديثه أنه سمع جابر بن عبدالله الأنصاري يقول في زيارته للحسين: لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه، قال عطية: فقلت لجابر: وكيف ولم نهبط واديا، ولم نعل جبلا، ولم نضرب بسيف، والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم، وأوتمت أولادهم وأرملت الازواج ؟ فقال لي: يا عطية سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من أحب قوما حشر معهم، ومن أحب عمل القوم اشرك في عملهم.
لقد شهدت زيارة الأربعين هذه الأيام إفاضة وتضاعف في عدد الزوار أضعافاً كثيرة بما يفوق التقدير والحساب , كما ندعو رئاسة الوزراء ومحافظة كربلاء وغيرها إلى البدء بمشاريع لاستيعاب كثرة الزوار والنفع الأمثل منها إقتصاديا وغيره , بشرط الإتقان في العمل ودقة الإنجاز .
ولقاعدة نفي الحرج في الدين وقاعدة لاضرر ولا ضرار وللمندوحة في سعة أوقات الزيارة ولأنها مدرسة للصلاح والتقوى فان مدة زيارة الأربعين تمتد وتكون بين يوم العاشر من صفر الخير إلى يوم السابع والعشرين منه، في أي يوم منها زار المؤمن أو المؤمنة الحسين كتب له أجر ثواب زيارة الأربعين , خصوصاً وأن زيارته مستحبة مطلقاً وفي كل الأوقات.
وتصدر هذه الفتوى من صاحب أفضل كتاب مؤلف في تأريخ الإسلام(معالم الإيمان في تفسير القرآن )ونطبعه على نفقتنا الخاصة مع أنه من أفضل موار الخمس إذ صدر يوم أمس الجزء الواحد بعد المائة منه الذي جاء بتفسير وتأويل آية واحدة[هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ]سورة آل عمران 138.