بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي
صاحـب أحســـــــــــــن تفســـــــــير للقرآن
وأستاذ الفقه والأصول والتفسـير والأخـلاق العدد: 958
______________ التاريخ: 1/8/2013
م/السياحة الرمضانية
الحمد لله الذي جعل الإعجاز يتجلى في آيات القرآن منطوقاً ونظماً وسياقاً وتفسيراً وتأويلاً، ومن فضله تعالى أني أكتب الآن بالجزء السابع والتسعين من التفسير في آية واحدة من آل عمران.
ويتجلى الإعجاز في أحكام الشريعة والعمل بمضامينها ومنها أداء فريضة الصيام، قال تعالى[كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ]( 1)، وليس من حصر أو توقف لمصاديق إعجاز القرآن وأحكام الإسلام فهي توليدية وتنشطر في كل زمان ومكان، وجاء زمان العولمة وتداخل البلدان وسرعة المواصلات ووفرة المال لتكون عوناً للمسلمين في أداء وظائفهم العبادية، إذ تبين أن مناطق من العالم تقصر فيها ساعات النهار، فلا تكون أكثر من ثلاث ساعات، ومنها تسع ساعات في الصيف مع لطافة الجو، بينما عندنا يوم الصوم هذه السنوات أكثر من ست عشرة ساعة وهو أمر غير ثابت وبحسب فصول السنة .
وبالإمكان تنظيم سفرات سياحية للصائمين وأسرهم لتلك المناطق والأمصار وأن تقوم حكوماتها بتوفير أسباب الأمن والراحة اللائقة والملائمة للسياح الصائمين، وفيه مورد مالي وثروة مستحدثة لتلك الأمصار، وحل وتدارك لشركات السياحة والطيران التي تشكو من الركود والخسارة أيام شهر رمضان، وستكون هذه السياحة تعظيماً لشعائر الله وترغيباً بالصيام، وإعلاناً لتعاهد المسلمين للفرائض، وإنتفاعاً من صيغ التخفيف المستحدثة وفي ذات موضوع وآيات الصيام، قال تعالى[يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ](2).
وفي قوله تعالى[التائبون العابدون الحامدون السائحون] ورد عن إبن مسعود أنه سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن السائحين، فقال: الصائمون(3).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: سياحة أمتي الصيام) لأن الصيام رياضة ومناسبة للتفكر في أسرار الخلق وتذكير بعالم الآخرة وبرزخ وزاجر عن الشهوات، وهو من عمومات قوله تعالى[كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ] (4).
حرر في النجف الأشرف
23 شهر رمضان1434هــ