الصلح خير في مصر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي 

صاحب أحسـن تفســـــــــير للقرآن                    العدد:  957

وأستاذ الفقه والأصول والتفسير والأخلاق       التاريخ: 30/7/2013

________________

م/الصلح خير في مصر

الحمد لله الذي جعل مصر أكثر مدن العالم ذكراً في القرآن , وفيه بشارة ثبات سنن الإيمان في ربوعها , وإشارة إلى موضوعيتها التأريخية في رفعة الإسلام , ودعوة لكل المسلمين والمسلمات لإكرامها وأهلها، ويتجلى في هذا الزمان بالدعاء لمصر بالأمن ووجوب تعاهد أهل مصر جميعاً عزتها وسلامتها من الفتن التي تأتي هذه الأيام كالنار على منعتها.

وأكتب الآن في الجزء السابع والتسعين من التفسير ويقع في آية واحدة من آل عمران في صرح علمي لم يشهد له التأريخ مثيلاً، وقد تفضل كل من العلامة الدكتور علي جمعة مفتي مصر العربية والإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي إمام الأزهر بردود كريمة عليه معروضة على موقعنا مع جميع أجزاء التفسير WWW.MARJAIAA.COM. ولم يمر العراق بمثل ما يلاقيه من القتل والتعدي في هذه الأيام بالإرهاب والمفخخات وإلى الله نشكو التعدي في شهر الطاعة والصيام ومنه نرجو السلامة والنجاة.

وقلوب المسلمين في مشارق ومغارب الأرض تشرئب إلى أهل مصر لإيجاد حلول عاجلة تتضمن التضحية والتنازل لقاعدة تقديم الأهم وهو مصلحة الوطن على المهم، وقاعدة لا ضرر ولا ضرار وقاعدة الميسور وما لا يدرك كله لا يترك جله، قال تعالى في ذم آل فرعون ووراثة المسلمين والأقباط لخيرات مصر[وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ]، إن الله عز وجل يرى كيف يتعاهد هذا الجيل من أهل مصر وأهل الحل والعقد منهم الإرث الكريم والتركة الإيمانية ووجوب صيانتها وبقائها ضياءً وإشراقة للمسلمين في أرجاء الأرض.

فعلى السياسيين والحكماء ورجال الإعلام والفكر القيام بوظائفهم الشرعية والوطنية بإيجاد الحلول التي تخرج البلد من محنته، ولا بد من تنازلات من كل طرف حباً لمصر وإكراماً لأهلها وحقناً للدماء ومنعاً لتدهور الإقتصاد ولوجوب إستدامة سلامة السنن الأخلاقية والصلات الأخوية بين أفراد الشعب.

ولابد من رفع شعار(إنقذوا مصرا) والذي يتقوم بالصلح والوئام وقد جاء قوله تعالى[وَالصُّلْحُ خَيْرٌ] على نحو الإطلاق في متعلقه ليدل بالدلالة التضمنية على أنه خير لكل الأطراف ومن كل الجهات وعلى المدى القريب والبعيد، ويجب أن نكثر المبادرات والإقتراحات وتثمر ضروب التقارب وتدفع صيغ النفرة.

وأرجو من المواقع والمنتديات المصرية نشر هذه الفتوى وتتبع وإظهار الأسى الذي يعصر قلوب المسلمين لما يجري في وعلى أم الدنيا، لقد ورد النص بأن خراب مصر من علامات الساعة وأن خرابها من ماء النيل من غير تعيين لزمانه وكيفيته، فلابد من ترك مقدمات هذا الخراب كالإنشغال بالخصومة والإقتتال الداخلي، ودفعها وآثارها بالصلح والوفاق وفتح باب الحوار المتصل فوراً بين ذوي الشأن، وفي التنزيل[يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ].

 

 

مشاركة

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn