بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي
صاحب أحسـن تفسير للقرآن
وأستاذ الفقه والأصول والتفسير والأخلاق العدد : 545
_______________ التأريخ: 11/2/ 2011
م/ العز والفخر لشعب مصر
الحمد لله الذي أثنى على أجيال المسلمين المتعاقبة بقوله تعالى[كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ] لتأتي أفعال المسلمين مرآة للصلاح وأسباب الرشاد.
ولقد جعل الله عز وجل القرآن [تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ] ومن الأسرار القدسية فيه أن ذكر بلاد مصر ورد فيه أكثر من أي بلد آخر، نعم ورد ذكر مدين عشر مرات ولكنها بلحاظ أهل البلدة(أهل مدين) (أصحاب مدين)(ماء مدين) وجاء ذكر مصر أكثر من هذا العدد وإرادة ذات البلدة منها[اهْبِطُوا مِصْرً] ومنها بلفظ المدينة، وثلاث مرات بلفظ المدائن [فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ] ولابد من عبرة وموعظة ودلالات لهذه الخصوصية لمصر ومنها قوله تعالى[ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ].
ليكون لواء الأمن والأمان خافقاً على ساحات ومدن مصر، فجاء التغيير هذا اليوم بأمن وسلامة وان قدمت تضحيات كانت مداداً للثورة.
وقد ذكرت في الجزء السبعين من التفسير، وهو خاص بتفسير الآية 127 قانون خزائن مصر، لما ورد في التنزيل حكاية عن نبي الله يوسف عليه السلام[اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ]، وورود الخزائن بصيغة الجمع والإطلاق إشارة إلى كنوز في أرض مصر وما هو أعم من الزراعات خصوصاً وأنها كانت سني قحط وتحتمل الآية وجهين:
الأول:إرادة أيام يوسف عليه السلام على نحو التعيين، وهو القدر المتيقن من الآية.
الثاني: إرادة المعنى الأعم والإطلاق الزماني ، والبشارة المستقبلية.
والصحيح هو الثاني فالآية أعلاه كنز سماوي يخبر خير أمة عن كنوز أرضية في مصر وفي قوله تعالى[وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا]، ورد (عن إبن عباس رضي الله عنه : كانت لهم من فسطاط مصر إلى أرض الحبشة جبال فيها معادن من ذهب وفضة وزبرجد وياقوت، بشارة تجري على لسان نبي صدّيق.
نسأل الله عز وجل للشعب العربي المسلم الرائد في مصر وجيشه العز والرفعة الدائمة والنصر والتوفيق والسلامة في أمور الدين والدنيا والمندوحة والسعة في الرزق، واستثمار خيرات بلادهم على الوجه الأكمل. صالح الطائي