المرأة وميادين العمل

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
م/ المرأة وميادين العمل

الحمد لله الذي جعل الإنسان خليفة في الأرض، وكانت المرأة ظهيراً وعوناً ومؤازراً للرجل بالإضافة الى استقلال شخصيتها في الإرادة والتصرف وتدبير شؤونها ضمن حدود الشريعة والعقل، ولقد مرت المرأة من جهة منزلتها في المجتمع بادوار متباينة وعانت من الإضطهاد والحيف فكانت بعض المجتمعات تحرمها من مشاركة الرجال وحتى اولادها في التغذي، وتمنعها من الأرث، وفي الهند وحتى الإحتلال البريطاني تحرق مع زوجها اذا مات، و اعتبرت في ايام الحيض نجسة خبيثة وكانت كالوسط والبرزخ بين الإنسان والحيوان. واهمل القانون الروماني واليوناني القديم المرأة وظل المجتمع متقوماً بالرجل، وليس لها حق الإعتراض والشكوى، كما تختص القربى بالرجال دون النساء وكان العرب قبل الإسلام يئدون البنات وبدأت تلك العادة القبيحة عند بني تميم بعد ان اخذ النعمان بن المنذر عدداً من بناتهم اثر معركة جرت لهم معه.
فجاء الإسلام وبدأ بتوجيه الخطاب التكليفي الى المرأة بعرض واحد مع الرجل وهو نوع تشريف لها يتضمن الإشارة الى وحدة السنخية بين الجنسين واهليتها لتحمل المسؤوليات كما اكد على اكرامها وجعل الحجاب زينة لها ودليلاً على ان مفاتنها ليست ملكاً طلقاً لها مما يؤكد على اهميتها في الأسرة والمجتمع ولزوم منع اغواء ابليس لها ومن خلالها.
ولقد قامت الدول الأوربية بخطوات كبيرة لإعطاء المرأة حقوقها في العمل من غير ان توفر لها اسباب السعادة والطمأنينة التي لا توجد الا في الشريعة الإسلامية، وما يحصل من خروقات لحقوقها انما هي ممارسات شخصية اونتيجة لأعراف متوارثة او قوانين وضعية قاصرة، والإسلام لا يحرم العمل على المرأة، والعمل لا يتعارض مع قواعد الحجاب والستر التي يعطيها الإسلام الأولوية، فهناك ميادين عمل للمرأة تكون فيها زيناً للإسلام وشاهداً على اهلية سنن الشريعة على التفاعل مع قواعد العولمة والتداخل الحضاري، وفي العراق يأخذ عمل المرأة حكماً خاصاًَ للحاجة الكبيرة المفاجئة للأيدي العاملة والإرتفاع الحاد في الأسعار وللتصدي للخطط الرامية الى فتح ابواب العراق لأفواج الوافدين وما فيه من الضرر العقائدي والثقافي والسياسي والمفاسد الإجتماعية والشرور الأخلاقية والإقتصادية.
لذا ادعو اخواتي العراقيات الى التوجه للعمل كل بحسب مقدرتها ومعرفتها وما يناسب شأنها واسرتها والإشتراك بدورات لتعلم مهن ملائمة لأجسامهن وما عندهن من الفراغ كالخياطة والتطريز والكومبيوتر والصناعات اليدوية والتدريس والطب والتمريض والحلاقة النسائية ونحوها بعد ان ساهم تدني رواتب الموظفين والركود الإقتصادي في العراق ومنذ ثلاث عشرة سنة في انحسار حاد في اعداد الدراسات في المعاهد والكليات بل والثانويات مثلما ساهم زج الشباب في حروب لا موضوع لها في تعطيل طاقاتهم مما اثر سلباً على الكفاءات والإختصاصات على نحو الإطلاق، ان ما يؤاخذنا به الغرب في خصوص تعطيل المرأة عن العمل ليس بتام فقد دخلت المرأة في البلاد الإسلامية كل الميادين، ارجو من المسلمات السعي الدؤوب لصيانة العراق وتراثه الأخلاقي وقيمه ونسيجه المتداخل والقيام بوظائف المواطنة والحفاظ على الهوية الإسلامية للبلاد وتعاهد قواعد الشــريعة ونبذ الطائفـية وعدم التفريط بالأحكـام التكلـيفية وحســن التبعل [ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ ].

حرر في الخامس عشر من ذي القعدة 1424 هـ                   صالح الطائي

مشاركة

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn