المصافحة

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي 

صاحــــــــب أحســـــــــــــن تفســـــــــير للقرآن
                                                  وأستاذ الفقه والأصول والتفســير والأخــلاق   _____________________________
566   العدد

التاريخ: 4/10/2012


م/المصافحة                                                               

      وهي نوع مفاعلة بين شخصين، وقد تبدأ من أحدهما، فيقال:صافح زيد عمرو أو يكون أحدهما أعلى من رتبة ومقاماً، فيقال: صافح القائد الجندي، في الحديث: الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها من يشاء من خلقه، ووردت نصوص كثيرة ومستفيضة على إستحباب المصافحة بين المسلمين، وفي كتاب الجعفريات: أخبرنا محمد حدثني موسى قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تصافحوا فإن المصافحة تزيد في المودة.

ويتضمن كتاب الجعفريات ألف حديث باسناد واحد مرتبة على أبواب الفقه، ذكره النجاشي والشيخ في الفهرست، ويرويه موسى عن أبيه إسماعيل عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر الصادق عن أبائه عليهم السلام، ولهذا الكتاب ثلاثة أسماء:

الأول:الجعفريات لروايته عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام.

الثاني: الأشعثيات لرواية أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي لها عن أبي الحسن موسى.

الثالث:العلويات لنسبة أكثر رواياته إلى الإمام علي عليه السلام.

وخطاب النبي أعلاه بالندب إلى المصافحة موجه إلى المسلمين والمسلمات جميعاً، واستحباب المصافحة بين النساء، وكأنه من السير والتقسيم، وتجوز مصافحة المرأة للمحارم كالأب والأخ والإبن وإبن الأخ وإبن الأخت ولا تجوز مع الأجنبي، وفي رواية سماعة بن مهران: تجوز من وراء الثوب بلا غمز كفها.

وقال بعض الشافعية أن النبي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم كان يصافح النساء من تحت الثوب في بيعة الصفوان، وذلك لعصمته، واما غيره فلا يجوز له مصافحة الأجنبية لعدم أمن الفتنة( )، ولكن النصوص المستفيضة وردت بأنه كان يغمز يده في الماء ويغمسن أيديهن كما في البيعة يوم فتح مكة على جبل الصفا.

وقد ذكرنا في البحث الخارج الفقهي  خصائص النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في باب النكاح وغيره وسترد في الجزء المائة من التفسير إن شاء الله، وليس فيها مصافحته للنساء في البيعة.

وقيل كان لا يصافح النساء إنما كان عليهن أن يبايعهن، فاذا أظهرن حفظ المبايعة قال: أذهبن فقد بايعتكن ويمكن تقسيم المصافحة تقسيماً إستقرائياً إلى:

الأول: مصافحة المسلم للمسلم، وفي الخبرعن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ان الله أكرم الملائكة بالمصافحة، فاصنعوا صنيع الملائكة.

الثاني:مصافحة الرجل للمرأة.

الثالث: مصافحة المسلم للكتابي، وهو مكروه، ومع الضرورة والحاجة والراجح العقلي أو الشرعي فلا كراهة خصوصاً في هذا الزمان، والتداخل بين الأمم والشعوب ولقاعدة نفي الحرج في الدين، والمختار عندنا طهارة الكتابي.

الرابع: مصافحة المسلم للكافر، وفيها نهي، وبالإسناد عن أبي يزيد المدني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صافح أبا جهل فقيل لأبي جهل تصافح هذا الصابئ( ) فقال: أني لأعلم أنه نبي، ولكن متى كنا تبعاً لبني عبد مناف، فنزلت: [فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ]( ). ( ) 

ولو مدت المرأة الأجنبية للمسلم في الغرب يدها للمصافحة، فإن كان حرج شديد في ترك المصافحة أو المصافحة من وراء الثوب فتجوز المصافحة مع الإستغفار والأولى إجتناب مواطن الحرج هذه قدر الإمكان.

 

 

مشاركة

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn