بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
م / النجف والحوزة يستغيثان الله ثم الضمير العالمي
الحمد لله الذي جعل الدنيا وأيامها عبرة وموعظة ومدرسة ومزرعة وامتحاناَ وشاهداً، وتعتبر النجف الأشرف أقدم مؤسسة علمية في العالم، ولا يختلف اثنان بعدم امكان التفكيك بين الحوزة العلمية والنجف فاذا ذكرت احداهما تتبادر الاخرى الى الذهن، فهما مما اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا، وأخذ بناء المدينة عند الإمام علي عليه السلام منذ استشهاده قبل نحو ألف واربعمائة سنة قدسية خاصة عند المؤمنين والمسلمين في جميع انحاء العالم بالاضافة لما له من دلالات عقائدية واخلاقية.
وتتعرض النجف والحوزة هذه الأيام الى هجمة ودمار وحصار وتشريد بسبب قراءات خاطئة ومواقف غير مسؤولة مما يترك ندبة سوداء في قلب كل مسلم ومسلمة بعد فشل تقسيم المسلمين الى ما يسمى بشيعة وسنة، وتتحمل سلطة الاحتلال العبأ الأكبر في المسؤولية التأريخيـة والإنسانية لما يجــري، والظاهــر ان الهجــوم على النجف لا يؤدي الى أي حل حاسم بل سيكون سبباً في التردي المتعدد الوجوه والأبعاد للأوضاع وامتداد الاشتباكات لتشمل جميع انحاء العراق وسقوط المزيد من القتلى والجرحى من أبناء بلدي.
لذا نحذر من التعدي على الحرمات والمقدسات ونرجو وقف الاشتباكات فوراً، واللجوء الى منطق العقل والحكمة وسنن الشريعة السمحاء، والمفاوضات العلنية لتعرف موارد الخلل ومصادر عدم المصداقية الذي يكثر الاتهام به مع اعتماد الصيّّغ السلمية للغايات المقصودة.
ومن مكتبي وعلى بعد أمتار معدودات من ضريح أمير المؤمنين وتحت أزيز الطائرات وقطع التيار الكهربائي والماء والهاتف والخدمات الاخرى، أدعو المسلمين وشعوب العالم للمساهمة في إنقاذ النجف الأشرف واهلها وعودة الدراسات الحوزوية والحياة الطبيعية فيها، ووقف تكرار المحن والتصعيد المستمر للفتن وانصاف الشعب العراقي الذي يعاني من الظلم والحيف منذ أربعين سنة، [ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ]
حـرر في 24/6/ 1425 هـ ، 11/8/2004 م صالح الطائي
النجــــف الأشـــــــرف