بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ]
الحمد لله الذي جعل الحج دعوة عقائدية متجددة في كل عام وسفراً من الخلق الى الحق يبعث في النفوس السعادة والسكينة والثبات على الإيمان ومفاهيم الأخلاق الحميدة، واجماع علماء الإسلام على اعتبار الحج ركناً من اركان الدين وعليه نصوص مستفيضة، وهو سياحة في عالم الملكوت وسؤال عملي للتوبة باداء المناسك والوقوف في المشاعر المباركة والطواف بالكعبة المشرفة لتخترق فيه النفس حجب السماوات بسلطان لبيك اللهم لبيك تزلفاً وتقرباً الى الله تعالى وامتثالاً لأوامره بميل فطري الى الشاخص المبارك الذي جعله الرؤوف المنان باباً لوحدة المسلمين، ومناسبة لبلوغ مراتب السمو والرفعة، وكاشفاً ظاهرياً عن الإخلاص والإرتقاء في سلم المعارف الإلهية.
لقد استعبد الله عز وجل الناس ببيته الحرام وجعل افئدة المسلمين تهوى اليه في جميع افراد الزمان الطولية وبالخصوص في اشهر الحج وهي شوال وذو القعدة وذو الحجة، ومع التقدم الهائل في وسائط النقل وطي المسافات ترى العالم الإسلامي يعيش هذه الأشهر في خضم الحج موضوعاً واحكاماً وتصريفاً لشؤون الحجاج وتهيئة مقدمات ادائهم للفريضة بحال من الغبطـة والإعتزاز الإسـتغراقي المنبسـط عـلى وفد الحاج وذويهم وعامة الناس في آية تكوينية وتشريعية وعرفانية لتتغشى الرحمة وثواب هذه العبادة كل المسلمين ولو على نحوالكلي المشكك ذي المراتب المتعددة، ولا غرابة ان تشرأب في هذا العام اعناق اكثر من مليون من اهل العراق لحج البيت الحرام شوقاً وعشقاً والتجاء ، مما يقتضي الإلتفات في وقت مبكر الى اعداد مستلزمات الحج وايجاد الضوابط السليمة لها وتيسيرها من غير ابطاء، ونرجو ان لا يتم تعيين المتعهدين بل يقوم الحجاج باختيارهم كوسيلة لتحسين الخدمات وطرد النفرة والخصومة ونحوها من المكروهات، وان يختار المتعهدون والحجاج العلماء والمرشدين الذين يرافقون الركب والقوافل، مع اتاحة الفرصة لوفد مكتبنا ومكاتب المرجعيات الأخرى للقيام بوظائفهم الشرعية اثناء تأدية المناسك، وفي الخبر عن الصادق عليه السلام يذكر الحج: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هو احد الجهادين وهو جهاد الضعفاء، ونحن الضعفاء).
كما نرجو من الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية الموافقة على مضاعفة اعداد الحجاج العراقيين في هذا العام واختيار منازل مناسبة لهم في منطقة عرفة ومنى [وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً].
حرر في السابع والعشرين من شهر رمضان 1424هـ صالح الطائي
النجـــف الأشــــــــرف