بحث أصولي في أسماء الأشارة

بحث أصولي في أسماء الإشارة

إسم الإشارة موضوع للدلالة بما يتوجه معه الذهن إلى معنى حاضر مخصوص من بين معاني متعددة في عالم التصور واللحاظ، فينتقل الذهن إلى المشار إليه ليشترك إسم الإشارة مع الحروف بالمعنى الآلي.

وأطراف الإشارة هي:

الأول : المشير.

الثاني : آلة ووسيلة الإشارة كاللفظ بإسم الإشارة ونحوه أو الإشارة باليد أو حركة العين.

الثالث : المشار إليه، وتدل الإشارة ب(هذا) على حضوره قال إبن مالك: بذا المفرد مذكر أشر)، ويمكن تقسيم الإشارة تقسيماً إستقرائياً جديداً إلى أقسام:

الأول : الإشارة اللفظية وصيغ الدلالة الإجمالية أو لغة الوصف.

الثاني : الإشارة اللفظية التعيينية كما في قوله تعالى(هذا بيان للناس) فإنه يتضمن قرب وتجلي ووضوح المضاف إليه.

الثالث : الإشارة اللفظية المقترنة بالتعضيد العملي مثل حركة اليد أو العين، ويحتمل إقتران الإشارة العملية في المقام وجوهاً:

الأول : تأكيد الإشارة اللفظية.

الثاني : تدارك النقص وإتمام الإشارة اللفظية.

الثالث : طبعية زائدة.

الرابع : منع الإجمال ودفع الجهالة والغرر.

ولا تعارض بين هذه الوجوه، وكل بحسبه من جهة القرب والبعد ولغة الخطاب والغائب كما في: ذلك، هم، هنّ .

 ومن إعجاز القرآن تجلي البيان والوضوح في أسماء الإشارة الواردة فيه ولا يحتاج المستمع إلى تعضيد عملي من التالي للآية.

الرابع : الإشارة العملية المحضة التي لا يصاحبها لفظ أو إسم إشارة كالإشارة بحركة اليد أو الرأس أو العين ونحوها.

ولما سئل الإمام علي عليه السلام عن الوحي في كتاب الله تعالى فقال: منه وحي النبوة، ومنه وحي الالهام، ومنه وحي الاشارة، ومنه وحي أمر، ومنه وحي كذب، ومنه وحي تقدير، [ومنه وحي خبر] ومنه وحي الرسالة. فأما تفسير وحي النبوة والرسالة فهو قوله تعالى[ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ….]. 

وأما وحي الالهام فقوله عز وجل ” وأوحى ربك إلى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون”ومثله ” وأوحينا إلى ام موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم” وأما وحي الاشارة فقوله عز وجل: ” فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا “أي أشار إليهم لقوله تعالى: “ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا .

وأما وحي التقدير فقوله تعالى: “وأوحي في كل سماء أمرها وقدر فيها أقواتها وأما وحي الامر فقوله سبحانه: ” وإذا أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي ” وأما وحي الكذب فقوله عزوجل: “شياطين الانس والجن يوحي بعضهم إلى بعض”.

وأما وحي الخبر فقوله سبحانه” وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة وكانوا لنا عابدين”).

الخامس : الإشارة التنزيلية وهي الإشارة التي وردت في التنزيل والتي لا يصاحبها لفظ آخر أو فعل وحركة من الجوارح، وهذا القسم أفضل وأسمى أقسام الإشارة من جهات:

الأولى : إنه حق وصدق.

الثانية : النزول من عند الله هبة للناس.

الثالثة : بقاء إشارة التنزيل القرآنية إلى يوم القيامة لا يطرأ عليها تحريف أو تغيير.

الرابعة : إنتفاء الإجمال وأسباب الجهالة والغرر في إسم الإشارة الواردة في التنزيل.

الخامسة : الأجر والثواب في كل إشارة قرآنية , وعن إبن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه آله وسلم: مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لاَ أَقُولُ الم َحرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ).

 

مشاركة

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn