بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
العدد : 245/23
التاريخ : 25/2/2023
م/تقريظ على كلمة رئيس الوفد البرلماني الأردني والإيضاح الذي تعقبه
ابتدأ رئيس مجلس النواب الأردني في مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي اليوم في بغداد بقراءة آية قرآنية وهي سنة محمودة ، وفعل حسن ، إذ ذكر قوله تعالى [رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ] في دعاء كريم للعراق وأهله ، ولنعم المقدمة الهدية والدعاء .
وصحيح أن الآية أعلاه خاصة بدعاء إبراهيم عليه السلام لمكة ولكنه لا يمنع من إتخاذه دعاء لأي بلدة في الأرض رجاءً وتأسياً بالأنبياء ، قال تعالى [فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ].
وتشكر المرجعية الدينية سيادته بصفته لسان حال الشعب الأردني الشقيق على ثنائه وإطرائه على أهل العراق ، وتوسله بآيات القرآن رجاء الأمن والسلامة والأزدهار لهم .
أما الإيضاح من رئيس مجلس الشورى السعودي بأن الآية أعلاه نزلت بخصوص مكة فهو إيضاح حسن وصحيح , وتأكيد لخصوصية مكة في التنزيل وتأريخ النبوات ، فلا تعارض بين هذه الكلمة والبيان المتعقب لها ، وهل هو من إعجاز القرآن في إجتماع المتضادين في محل واحد ، الجواب لا ، لإنتفاء التباين بينهما .
وهل يمكن القول بأن عموم المعنى أعم من سبب وموضوع النزول ، الجواب نعم ، لأن الأمن الذي سأله إبراهيم لمكة تحقق ببركة بعثة النبي محمد (ص) ودخول [أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا] الإسلام ، وممن حولها أهل العراق والأردن ، وهو الذي أشرت إليه في الجزء السادس والأربعين بعد المائتين من تفسيري للقرآن الذي صدر يوم أمس وهو خاص بـ(علم الإحصاء القرآني غير متناهِ) والحمد لله.
حرر في النجف الأشرف
5 شعبان 1444هـ