تقسيم جديد في علم المنطق
من مسائل علم المنطق الروابط وجهات التشابه والتداخل بين الكليات، وما تتغشاها من الأفراد وهي على أربعة وجوه وتسمى (النسب الأربعة) وهي :
الأولى : التساوي : بأن يصدق تمام أفراد إحدهما على الآخر مثل أيام شهر رمضان وصيامه , قال تعالى[أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ].
الثانية : نسبة العموم والخصوص المطلق بأن يصدق أحدهما على تمام أفراد الكلي الآخر الذي يشمل ويصدق على بعض أفراد الأول وليس جميعها , مثل المسلم والمؤمن، فكل مؤمن هو مسلم وليس العكس، قال تعالى [قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ].
الثالثة : التباين : بأن يكون موضوع أو مصاديق كل من الكليين منفصلاً عن الآخر مثل النبات والحيوان.
الرابعة : نسبة العموم والخصوص من وجه , وهو إشتراك والتقاء الكليين في وجوه وأفراد وإفتراقهما في أفراد أخرى بأن يكون لكل منهما أيضاً مجال ومصاديق منفصلة عن الآخر ولا ينطبق عليها إسم أو موضوع أو تعريف الآخر .
ويمكن التشبيه للنسب الأربعة بدوائر ثنائية فالمتساويان كالدائرتين اللتين يتطابق محيطهما من كل الجهات , أما العام والخاص المطلق فهما كدائرتين إحداهما أوسع من الآخرى بحيث تكون الصغرى داخل الكبيرة، ولا يخرج أي جزء من أطرافها من الدائرة الكبيرة .
أما العام والخاص من وجه فهما مثل دائرتين متداخلتين على نحو التقاطع فيجتمع بعضهما وتنفرد كل دائرة بجزء مستقل عن الآخر .
ويمكن تقسيم نسبة العموم والخصوص من وجه تقسيماً جديداً إلى ثلاثة أقسام وهي :
الأول : ما تكون فيها مادة الإلتقاء أكثر من مادة الإفتراق .
الثاني : التساوي بين مادة الإلتقاء ومادة الإقتراق .
الثالث : مادة وأفراد الإفتراق أكثر من مادة الإلتقاء , وبالنسبة للشكر والحمد فهما من القسم الأول، أما على القول بالتساوي فهما من الثاني .
ليكون من إعجاز القرآن تجلي مضامين متعددة وإنشطارات في ذات العلوم والتقسيمات الإستقرائية التي إعتمدها أهل الإختصاص لمئات السنين وفيه بيان لحقيقة وهي أن علوم القرآن من اللامتناهي وأن التقسيمات والتعريفات الموضوعة إستقراء من العلماء قاصرة عن الإطاحة بها .