بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
م/ جمعية متعهدي قوافل الحجيج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي خلق الملائكة عقولاً بلا شهوة وجعل غذاءهم التسبيح ولا يميلون الى اللذات الحسية، ثم تفضل على الإنسان وجعله يرتقي الى منازل الملائكة بادائه الحج لما فيه من تعطيل للشهوة، ويمتاز فيه الإنسان عن الملك بان هذا التعطيل عن اختيار وحسن إمتثال خصوصاً وان حبه تعالى من المدركات العقلية.
وقد ابتلى الله عزوجل الإنسان بما جعل عنده من شهوة وجعل العقل رسولاً داخلياً يهديه الى الإنقياد لما جاء به الإنبياء والرسل، ومنه حج بيت الله الحرام الذي يعتبر شاهداً على اهلية المسلمين لخلافة الأرض لأنهم انفردوا بتعاهد سنن الأنبياء وحجهم للبيت منذ زمان آدم والى أيام نبوة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وفي الحج تخليص للنفس من شوائب الدنيا والإهتمام الزائد بهمومها، وابتعاد عن الغفلة التي هي من اعراض الذات الإنسانية.
والحج دعوة للمجتمعات والحكومات لإكرام الحجاج وتهيئة مقدماته المادية والمعنوية والروحية وقد اقترحنا في بياننا الصادر في السابع والعشرين من شهر رمضان المنصرم قيام الحجاج باختيار المتعهدين الذين يرافقونهم للحج كوسيلة لتحسين الخدمات وطرد النفرة والخصومة.
لذا ندعو متعهدي قوافل الحجيج والمعتمرين في العراق الى دراسة تأسيس جمعية خاصة بهم وفق الصيغ الشرعية والقانونية وتنظيم قواعد وأحكام الحملات كما يجري في دول الخليج على سبيل المثال ووفق الصيغ القانونية المتبعة قبل التضييق والتشديد في الأنظمة والقوانين في العقدين الأخيرين من السنين، جمعية تتعاهدحقوقهم وتساهم في ايجاد المقدمات الكفيلة بتيسير أداء الحج والإستعداد له طيلة ايام السنة، وهذا الاقتراح يتناسب والشريعة الاسلامية وما أفرزته الاحداث وفيه اثارة لروح التنافس الحسن والترغيب وجذب الحجاج بالمبادرات والحوافز النافعة بدل إنتظار ظهور اسماء المتعهدين الذين يذهبون منهم للحج قبل أوان السفر ببضعة ايام.
فكل متعهد ومساعده يختار السفر معه خمسون حاجاً على دوائر الأوقاف الموافقة على ذهابه وليس لها التعيين والفرض او الرفض ما دام جامعاً للشرائط، نعم لا يجوز شرعاً واخلاقياً وعقائدياً وعقلاً وعرفاً ان تكون هذه الجمعية ذات صبغة طائفية ولا يجوز ان تتعدد او تنشطر وفق هذا الإعتبار، كما نعلن عن استعدادنا لتنظيم دورات في فقه الحج وأحكامه الميسرة للمتعهدين مع تحملنا لإقامة وسكن طلبة الدورة من كافة انحاء العراق اذا تهيئت مستلزمات الدورة الأخرى من الحقوق الشرعية والله من وراء القصد.
حرر في السابع والعشرين من ذي الحجة 1424هـ صالح الطائي
النجـــف الأشـــرف