بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
م/ جهاز دقيق لتحديد جهة القبلة
الحمد لله الذي جعل القبلة عنواناً لوحدة المسلمين وموعظة يومية متجددة لتحقيق الوفاق والإتحاد ونبذ الفرقة والمنافرة، فجاء الخطاب التكليفي مطلقاً وعاماً [ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ] واعتمد المسلمون الإمارات الحدسية الموجبة للظن بجهتها منها الجَدْيُ وهو نجم محسوس ولا يتغير عن موضعه تغيراً فاحشاً وكان اهل البر والبحر يهتدون به، وسُهيْل وهو عكس الجدي، وقبلة المسلمين في صلاتهم وقبورهم ومحاريبهم ونحوها، من العلامات او القواعد الرياضية والفلكية ولكن مع امكان تحصيل العلم بالقبلة على نحو دقيق والموافقة القطعية في هذا الزمان فلا معنى للإكتفاء باجتناب المخالفة القطعية.
واذا كان الإجزاء بالتعويل على تلك الإمارات لصدق اسم التحري في الأزمنة السابقة فان المؤمنين أحق بالإنتفاع من النعم الظاهرة والتقنية والثورة الصناعية الثالثة وتوظيفها في عباداتهم خصوصاً مع اتساع رقعة الإسلام وبلوغه انحاء المعمورة.
لذا نناشد الجميع – حكومات ومؤسسات وأفراداً – للسعي لتصنيع جهاز يحدد قبلة كل بلدة وقرية على نحو دقيق سواء بالأقمار الصناعية او الرادار المتصل بالبيت الحرام وعبر اقطار الأرض كافة بحيث يرسم خطاً مستقيماً بين موضع الصلاة وان بعد وبين الكعبة الشريفة صانها الله.
والأولى ان يصنع جهاز آخر محمول يعطي اشارتين عند استقبال المصلي للقبلة احداهما تدل على الصحة، أي ان الجهاز يتحسس موقف المصلي ويكون عوناً له في صحة إستقبال سمت الكعبة.
أدعو الشركات المختصة لصناعة هذا الجهاز وطرحه في الأسواق العالمية على نحو تجاري وباسعار رخيصة، كما أدعو شركات الهاتف ان تجعل الهاتف المحمول يتضمن وظيفة اضافية لتحديد القبلة بالاتصال مع الاقمار الصناعية، [ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا].
حرر في الثامن عشــر من محرم الحرام 1425 هـ صالح الطائي
النجــف الأشــــرف