حرمة إرهاب الشعوب بإعلان إرادة حرق القرآن

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي 
صاحــب أحســن تفســـــــير للقرآن            العدد:191      
وأستاذ الفقه والأصول والتفســير والأخلاق       التاريخ: 8/9/2010
_____________________     28رمضان/1431

م/ حرمة إرهاب الشعوب بإعلان إرادة حرق القرآن
وعدم جواز إحتفال مسلمي أمريكا بعيد الفطر يوم 11 سبتمبر

 لقد ظهر في هذا الزمان إصطلاح(الإرهاب) ولم تحدد معالمه القانونية بعد، إلا أن مصاديق عديدة تقع تحت هذا العنوان، منها قتل الأبرياء، والتفجيرات العشوائية، 

وتخريب المرافق العامة، وبعث الفزع والخوف في نفوس الشعوب والأمم دفعة واحدة، ومنها التعدي على المعتقدات بما يؤدي إلى إيذاء وجرح مشاعر الملايين من الناس من قبل فرد أو جماعة ضالة، بما يفرخ الإرهاب ويورث الغضاضة طرداً وعكساً ، فيرجى عدم إستغلال القيم الديمقراطية في الغرب للإساءة إلى ذات القيم والشعوب الأخرى كما  في إعلان مالك كنيسة في ولاية فلوريدا بجعل يوم مخصوص لحرق نسخة من المصحف.
وقد صدر لي ستة وسبعون جزءً في تفسير سورة البقرة وشطر من سورة آل عمران، في مشروع لأكثر من مليون جزء كله مستقرأ من المضامين القدسية لآيات القرآن،
وجاءت أجزاء عديدة من التفسير كل واحد منها في تفسير آية واحدة تتكون من بضع كلمات كما مبين على موقعنا WWW.MARJAIAA.COM, وفيه شاهد على 

نزول القرآن من عند الله، وحاولت أن أقوم بترجمة بعض الأجزاء للإنكليزية إلا أني أطبع أجزاء التفسير بالعربية على نفقتي الخاصة.
ويجب أن تشرع الأمم المتحدة قوانين تمنع من إرهاب الشعوب هذا ، ويمكن تسميته الإرهاب الدولي وهو الذي يكون سبباً للإضرار بالسلم العالمي، وإثارة الشعوب بالإساءة 
بالباطل لعقائدها التي تتسالم عليها . وترشح خسارة الشركات الكبرى عنه.
  وقد قرأت عن بتريوس أنه مثقف، وراقني الإنذار الذي وجهه إلى حكومته والعالم وما فيه من الجرأة  والقراءة الميدانية والواقعية والعقلائية بلزوم منع التعدي على 
القرآن الكتاب الذي أنزله الله عز وجل قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة , لنبدأ الآن بتفسيرنا باظهار بعض كنوزه في مئات الأجزاء كلها تأويل وإستنباط وإستقراء من ذات الآيات.
  لقد كان الهجوم على برجي التجارة في الحادي عشر من أيلول خطأ شخصياً دفع عموم المسلمين والمسلمات ثمناً باهضاً عنه، وهذا الثمن هو الآخر خطأ وتعد على أمم بريئة، 
فيجب أن لا يأتي خطأ شخصي آخر يسئ إلى المسيحيين والمسلمين معاً فلابد من التدارك والعلاج ومرحلة النقاهة ثم الوئام الذي ورد بقوله تعالى [لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى].
وصحيح أن الآية أعلاه وردت بصيغة الجملة الخبرية إلا أنها تدل بالدلالة التضمنية على الأمر  للمسلمين بالعناية والإحسان للنصارى في كل زمان .
إننا نتوخى الخير وحسن العشرة من الأخوة المسيحيين في جميع أنحاء العالم لأمور منها أن كتبهم القديمة تحمل البشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولزوم 
نصرته، ولحسن خلقهم , وثناء الإيات أعلاه عليهم .
 والقرآن الذي يريد هؤلاء الأفراد حرقه قد جاء بالتصديق بالإنجيل وبالإقرار بنبوة عيسى عليه السلام.
  وقد بعث الله عز وجل النبي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم في مكة والمدينة , وليس في الحجاز آنذاك وجود للنصارى بل كان هناك اليهود , والنبي والمسلمون 
الأوائل في حاجة إلى تصديقهم لنبوته ولكن القرآن جاء بالخطابات للنصارى وبعنوان أهل الكتاب الجامع لليهود والنصارى، وإكرام عيسى عليه السلام وتعداد معجزاته، وحينما جاء وفد نصارى نجران للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يختاروا الدخول في حرب معه، بل وافقوا على دفع الجزية لما رأوا من الشواهد على صدق نبوته, وتلقى النجاشي نبوته بالإقرار الضمني والعناية باصحابه الذين هاجروا  إلى الحبشة .
وحينما غلبت الفرس الروم، فرحت قريش الكافرة , وشمت المشركون وقالوا للمسلمين: أنتم والنصارى أهل كتاب، ونحن وفارس أميون، وقد ظهر إخواننا على إخوانكم
, وسنظهر نحن عليكم.
فنزل القرآن الذي يريد أن يحرقه هذا الجاهل بالبشارة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين بنصر النصارى بقوله تعالى[غُلِبَتْ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ 
مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ]سورة الروم2-4.
 فكذّب الكفار بالوعد الذي جاء في الآيات أعلاه، وما فيه من التحدي، وتراهن أبو بكر من المسلمين , مع أبي بن خلف من الكفارعلى عشر قلائص(1)،لأجل ثلاث سنين، 
فاخبر أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال الرسول: البضع ما بين الثلاث إلى التسع فزايده في الخطر، وماده في الأجل فجعلاها مائة قلوص إلى تسع سنين.
ومات أبي من جرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد (وانتصرت الروم على فارس يوم صلح الحديبية عند رأس سبع سنين) (وعن أبي سعيد الخدري وافق 
نصرهم يوم بدر)الكشاف3/214.
 فاخذ أبو بكر الرهن من ذرية أبي، وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فقال: تصدق به)، لذا قال جمع من الفقهاء: بجواز العقد الفاسد من عقود 
الربا وغيرها في دار الحرب بين المسلمين والكفار.
لقد إقترحتُ في عام1999 أن يكون هناك (يوم عالمي للقرآن) وأن يثبت في الأمم المتحدة وظهر الإقتراح بمقال وعنوان بارز في إحدى الصحف ، وبعد سقوط النظام 
السابق، نشرته , وإقترحت أن يكون يوم السابع عشر من شهر رمضان وهو الذي أسماه الله (يوم الفرقان)  الذي إحتفل به المسلمون لنصرهم ودولة النصارى في نفس اليوم , ومن أسماء القرآن الفرقان، إلا أن التأريخ القمري قد لا ينفع في الأمم المتحدة فلا مانع من تعيين يوم عالمي للقرآن في التأريخ الميلادي, وقد إحتفلت ثانويات وكليات عديدة بهذا اليوم.
لقد حُجبت عنا أسباب النشر وترجمة أجزاء التفسير والحقوق الشرعية والفضائيات، ولو كان هناك يوم عالمي للقرآن لما تجرأ شخص بجعل يوم آخر لحرقه ولإستطاع هذا الشخص وغيره
 التدبر في إعجاز القرآن ودلالاته، وإختار طريقاً لمحاربة الإرهاب من وحي القرآن الذي جعله الله[تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ]سورة الروم89.
 ولا زال مشروع اليوم العالمي للقرآن قائماً، نجدده الآن وغداً ,وندعو منظمة المؤتمر الإسلامي للعمل به فوراً، وكذا دوائر الوقف في العراق التي  تصر على عدم إعانة 
الحوزات العلمية والعلماء العراقيين، وحجبت أي عطاء شهري لطلبة وفضلاء الحوزات العلمية , وإمتنع الوقف الشيعي ومنذ سنوات عن تزويدنا بمولدة كهرباء لقاعة بحوث الحوزة التي نلقي منها بحوثنا  في الفقه والأصول والتفسير والأخلاق ومؤسسة معالم الإيمان القرآنية المسجلة في ديوان رئاسة الوزراء , وأكتب ساعات في الحر وإنارة ضعيفة،  في وقت وزّع هذا الوقف آلاف المولدات في العراق ومنها على مواكب عزاء في الطريق لا تفتح إلا في المناسبات , وكنت آمل أن يطبع كل من الوقف الشيعي والسني والكردي عشرة أجزاء من تفسيرنا وهو أحسن تفسير في تأريخ الإسلام .
إن مجرد إعلان النية لحرق نسخ من القرآن هو إرهاب للشعوب، وتحريض على الإرهاب، والعداء الإقتصادي والكساد التجاري ,والنفرة بين أهل الملل من الكتابيين بخلاف 
ما جاءت به سورة الروم أعلاه إذ عدّ الله عز وجل إنتصار دولة النصارى وهم الروم نصراً من الله لما فيه من قوة للإسلام، ووهن وضعف للكفار.
ولم تمر سنوات على نزول الآية أعلاه إلا واصبحت بلاد فارس منار إشعاع لمبادئ الإسلام ومحط فخر وعزّ للمسلمين جميعاً، وفي الآية إعجاز في عدم ذكر الفرس إكراماً 
للأجيال اللاحقة المسلمة منهم ومعجزة عقلية وحسية للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بصيرورة بلاد فارس مسلمة، فالذي يريد حرق القرآن يسئ إلى الديانة المسيحية والإسلامية وإلى الشعب الأمريكي الودود .
ولا يجوز للمسلمين ومؤسساتهم في أمريكا الإحتفال يوم السبت11 أيلول بعيد الفطر ، ومع أننا نشترط رؤية الهلال بالعين المجردة كما بين بالجزء الثاني من رسالتنا 
العملية(الحجة) فان العيد سيكون يوم الجمعة 10 أيلول إن شاء الله في أمريكا وأوربا, وأرجو منهم ترجمة ونشر هذه الفتوى بسرعة والعلم عند الله .

حرر في النجف الأشرف                       صالح الطائي     

    8/9/2010

هاتف المكتب:  نقال07801436604 -07903700704
ص.ب 233 النجف الأشرف

(1)والقلائص جمع قلص وقلوص الفتية من الإبل بمنزلة الجارية والفتاة من النساء.
 

 

مشاركة

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn