بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي
صاحــــــــب أحســـــــن تفسير للقرآن
وأستاذ الفقه والأصول والتفســير والأخــلاق العدد: 106
____________ التاريخ : 5/12/2013
قال تعالى[وَالصُّلْحُ خَيْرٌ]
م/دعوة الأطراف والفصائل المتحاربة من غير السوريين للإتفاق على مغادرة سوريا دفعة واحدة
الحمد لله الذي أنعم علينا بصدور(101 ) جزءّ من التفسير في سورة البقرة وشطر من آل عمران ونطبعه بمشقة وعناء على نفقتنا الخاصة والأجزاء كلها معروضة على الرابط WWW.MARJAIAA.COM
لقد ورد قوله تعالى[وَالصُّلْحُ خَيْرٌ] مطلقاً في موضوعه وحكمه وأطرافه وما يترتب عليه وتعيش سوريا الحبيبة واهلها الكرام منذ سنتين حالة نزيف وحرب مؤلمة ستبقى ندبة سوداء في جبين زمان العولمة , ولم يشهد تأريخ العرب والمسلمين هذه المآسي والقتلى والدماء في بلد واحد.
أدعو الأطراف والجماعات المتحاربة غير السورية المشتركة في هذا القتال إلى الإتفاق للإنسحاب جميعاً ودفعة واحدة من سوريا سواء التي تقاتل إلى جانب النظام أو ضده، وأسماؤها وتنظيماتها معروفة لتبقى الأطراف السورية وحدها , وإن قيل في الفلسفة أن المتضادين لا يجتمعان والمقام مختلف وأقرب للضرورة.
ولابد من قراءة النتائج التي تترشح عن إتفاق الدول الكبرى مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل عشرة أيام على الحال في سوريا , وسيكشف المستقبل القريب موضوعيتها في هذا الإتفاق , ومراحله اللاحقة لتترشح عنه وعن مؤتمر جنيف 2 حقيقة وهي ليس في قتال غير السوريين فيما بينهم في سوريا إلا المزيد من القتلى والجرحى في صفوفهم، وأنهم لا يستطيعون تغيير الخارطة السياسية تغييراً جذرياً.
نرجو أن تجلس هذه الأطراف المتحاربة غير السورية إلى الحوار ولو بواسطة الأمم المتحدة أو الدول العظمى أو دول المنطقة لإنسحابهم جميعاً وخروجهم من سوريا مرة واحدة أو على مراحل من أجل السلامة للنفس والدين ودفع المفسدة وقاعدة لا ضرر ولا ضرار.
لم يعد الحزن والأسى على حال سوريا منحصراً بالعرب والمسلمين بل هي مسألة إنسانية تتألم لها كل الشعوب والأمم وأضرار إستمرارها تتغشى المنطقة والعالم، لذا يجب تظافر الجهود الدولية لوقف هذه المعاناة وما يصاحبها من الحزن والأسى.
لقد كان المسلمون الأوائل ثلاثمائة وثلاثة عشر في المدينة المنورة، فهجمت عليها قريش بخيلها وخيلائها في نحو ألف مقاتل مع تفوق كبير في العدة والمؤون فخرج المسلمون منتصرين , ونزل على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قوله تعالى[وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ]( )، وفي العام التالي وهو الثالث للهجرة جاءت قريش وغطفان بثلاثة آلاف مقاتل في معركة أحد ثم بعدها بأقل من سنتين جاءت بعشرة آلاف مقاتل من الأحزاب يراجع في معركة الخندق فلم يستطيعوا القضاء على الإسلام وهو يخرج من كل معركة أقوى وأكثر تماسكاً وتلاحماً.
وسمت العرب حرب البسوس (البتراء) غير أن تؤدى فيها دية لقتيل أو قود وغادرت تغلب الجزيرة العربية لتسكن ديار ربيعة وكان سببها أن كليباً سيد قبائل معد أصيب بالغرور وفرض حماه على المراعي فقتل ناقة إختلطت مع إبله، فاستغاثت صاحبة الناقة وإسمها البسوس بجارها فقتل كليبا فاستمرت هذه الحرب بين قبيلتي تغلب وبكر بن وائل أربعين سنة قبل الإسلام بعصبية الجاهلية الأولى وإذا تغير الموضوع تبدل الحكم , وقد أنعم الله عز وجل علينا بسماحة الإسلام فلابد من التدارك، قال تعالى[كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ]( ).
أدعو إلى دراسة إقتراح إنسحاب كل المقاتلين غير السوريين من سوريا فكأنه كالبسوس حرب بتراء ولا دية لقتيل ولا قود فإنا لله وإنا إليه راجعون.