رؤيا المرجع في عاشوراء

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي             العدد: 587

صاحب أحسـن تفسير للقرآن            التاريخ: 16/11/2012

وأستاذ الفقه والأصول والتفسير والأخلاق             1/1/1434هــ

______________________                          

م/ رؤيا المرجع في عاشوراء

في الليلة البارحة وهي الأولى من شهر محرم الحرام رأيت في المنام كأني أجلس أمام جماعة وهم يتناجون في مناقب الحسين عليه السلام وذكرى عاشوراء بلهفة وشوق، فأدليت دلوي وقلت: لقد جعل الله الحياة الدنيا (دار المعجزة) والتي لازمت النبوة التي بدأت بها عمارة الأرض بآدم النبي , ثم صاحبت الناس معجزة القرآن إلى يوم القيامة لأن علومها وكنوزها من اللامتناهي , والمعجزة هي الأمر الخارق للعادة السالم من المعارضة المقرون بالتحدي، وفي المعجزة تأكيد للتوحيد وثبات النبوة، وإتصف النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من بين مائة وأربعة وعشرين ألف نبي بالمعجزة العقلية وهو القرآن الذي تتجدد آلاؤه، وتتلألأ ذخائره في كل زمان إلى جانب معجزاته الحسية، ومنها ما كان في ميادين القتال، ففي كل معركة حضرها وقادها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم عدد من المعجزات قد بينت إشراقات شطر منها في تفسيري الذي صدر منه والحمد لله أربعة وتسعون جزءً ويصل وفق منهجيته إلى أكثر من ثلاثة ملايين جزءً على العلماء في الأجيال القادمة إتمامه.

وللنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم معجزات حسية تتجلى دلالاتها ومعانيها ومنافعها التوليدية ما حلّ الجديدان وهي أكثر من أن تحصى منها مذكور في الكتب وما كان قبل البعثة وبعدها كأنين الجذع الذي كان يخطب عليه كأنين الناقة، وإنشقاق القمر له حينما سأله المشركون، وحديث الغار، ونسج العنكبوت، وكيف عمي على كفار قريش أثره[وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ]( )، ومنها ما يستلزم الإستنباط والإستقرار والإقتباس.

ومن الإعجاز في دعائه وتفضل الله بالإستجابة له بالمعجزة ما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قال: دعاني النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أرمد العين، فتفل في عيني، وشدَّ العمامة على رأسي، وقال: اللّهم أذهب عنه الحرّ والبرد فما وجدت بعدها حرّاً ولا برداً. وقالوا: أصابنا عطش في الحديبيّة، فجهشنا إلى النبيّ صلى الله عليه وآله فبسط يديه بالدّعاء فتألّف السّحاب وجاء الغيث فروينا منه)، وقال لعلي عليه السلام: أشقى الآخرين الذي يضربك على هذه، وإخباره عن علم الغيب فيما يخص حياة أهل البيت وأصحابه والمسلمين في حياته ومن بعده لتكون حجة وواقية وموعظة.

وتستلزم هذه الأخبار مجلداً مستقلاً، وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إضطجع ذات يوم للنوم فاستيقظ وهو خاثر ثمَّ إضطجع فرقد ثمَّ استيقظ وهو خاثر دون ما رأيت منه في المرّة الاُولى، ثمَّ إضطجع و إستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبّلها ، فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبرئيل عليه السلام أنّ هذا يقتل بأرض العراق وأشار إلى الحسين عليه السلام).

  وعن قيس بن أبي حازم أنّ عائشة لمّا أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت : ما أظنّني إلاّ راجعة سمعت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لنا: أيّتكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب؟ فقال الزبير: لعلّ الله أن يصلح بك بين النّاس.

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم للزّبير لمّا لقيه وعليّاً عليه السلام في سقيفة بني ساعدة فقال: أتحبّه يا زيبر؟ قال: وما يمنعني؟ قال: فكيف بك إذا قاتلته وأنت ظالم له؟ وقوله صلى الله عليه وآله لعمّار بن ياسر: تقتلك الفئة الباغية).

وتساءلت بتقرير في رؤيا الليلة البارحة : هل ثورة الحسين وما ترتب عليها من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورشحة منها، ثم إنتبهت من النوم وقد دنا بريق شعاع فجر اليوم الأول من شهر محرم.

فأرجو من خطباء المنبر جعله موضوعاً في محاضراتهم , وأطلب من الشباب الرسالي في العراق والخليج وإيران ولبنان حث الخطباء والمحققين على بحث هذا الموضوع إثباتاً أو نفياً بشرط الدليل طرداً أو عكساً، وكأن هذه الرؤيا أمارة على دراسة بحث ثورة الحسين بقراءة قرآنية ونبوية , خصوصا مع وجود المقتضي وفقد المانع.

وفي الحديث المتواتر عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: إبناي هذان إمامان قاما أوقعدا) أي قاما بأعباء الخلافة أو لا، قاما بثورة ضد الظلم والطغيان أو صبرا وعملا بالتقية، قال تعالى [إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا].

    حرر في النجف الأشرف                   صالح الطائي

 الأول من محرم الحرام1434هـ 

مشاركة

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn