صلاتي لألف ومائتي ركعة في اليوم والليلة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

                                       العدد : 407/14

                                 التاريخ :  19/11/2014 

 

م/صلاتي لألف ومائتي ركعة في اليوم والليلة 

 

لمناسبة ذكرى إستشهاد الإمام علي بن الحسين الذي كان إماماً في العبادة والزهد.

وعندما في السبعينيات من القرن الماضي كان نفر من الأصحاب من مقلدي مرجع من خارج النجف آنذاك يجادلني بعضهم في صلاة الإمام علي بن الحسين وكيف أنه يستطيع الصلاة ألف ركعة في اليوم والليلة ويسألني كم تستغرق الركعة الواحدة من الوقت ثم يقسم الساعة عليه ويضربه في أربع وعشرين ساعة فلا يكون ألف ركعة فكيف وأن الإمام يأكل ويشرب ويجيب على الأسئلة وينام وكان لا يلتفت إلى ردي بالإجزاء في صلاة النافلة بأقل الذكر والتسبيحة الواحدة ونحوها وأن الإمام كان يصلي وهو راكب وجالس.

وفي عام 1983 و1984 وعندما جرى إعتقالي ظلماً وجوراً في مدينة كربلاء ومعي عيالي كلهم ومنهم ولدي الشهيد الشيخ علي وكان عمره تسع سنوات لتغتاله أواخر 2006 يد الإرهاب.

وبعد نقلنا إلى النجف ثم إلى غيابت سجن أمن الناصرية وعندما توقف عني لبرهة التعذيب والتعليق أدخلت غرفة صغيرة مع نخبة من الشباب المؤمن المبتلى بالسجن أيضاً فعكفت على الصلاة، وكنت أصلي في اليوم والليلة ألف ومائتين وتسع ركعات بمعدل سبعة وسبعين يوماً بأدنى الواجب ولبضعة شهور مع السرعة في القيام والجلوس والنهوض لأطرد النعاس والفتور إذ كنت لا أنام في اليوم إلا نومة واحدة متى إنتهبت قمت سواء في دقائق معدودات أو ساعتين أو ثلاثة لسماع صوت أو حديث أو حركة لأرجع إلى القيام والركوع والسجود بمرأى ومسمع منهم وهم موجودون الآن ويذكرون تلك الأيام المؤلمة.

وحينما كنت أصلي هذا العدد في اليوم أقول متى أجد أستاذ فلان وفلاناً لأخبرهم بالرد العملي وأنا العبد الفقير يصلي هذا العدد في حال خوف وألم وحزن فكيف بالإمام المعصوم الذي عاش وقائع كربلاء , وعندما خرجت من السجن والحمد لله سألت عنه , فقالوا إنه في السجن ومعه جماعة من الأصحاب، ثم أستشهد في السجن رحمه الله، وخرج عدد من إخوانه الذين كانوا يحضرون الجدال وأخبرتهم بالأمر، ومنهم الحاج المجاهد أبو هيثم سعدون الذي جاء من الدنمارك العام الماضي , فجرى ذكر تلك الوقائع بحضرة نحو خمس عشرة من الفضلاء , نعم خرجت من السجن ووزني واحد وخمسون كيلو غراماً.

ثم إجتهدت في العبادة بعد الخروج، من باب الأولوية في الشكر لله عز وجل إلى أن بارك الله لنا بهذه المؤلفات وسفر تفسير وتأويل آيات القرآن(معالم الإيمان) الذي لم يشهد له التأريخ مثيلاً، اذ صدر منه الى الآن مائة وأحد عشر جزءً، والحمد لله، وكأن هذا من ذاك، قال تعالى[وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا].

 

 

حرر في النجف الأشرف

24 محرم الحرام 1436هـ

 

مشاركة

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn