ضرورة إنشاء عمارات لطهي الطعام في كربلاء والنجف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي 
صاحــــــــب أحسن تفسير للقرآن                           العدد: 1018
وأستاذ الفقه والأصول والتفسـير والأخلاق        التاريخ : 26/12/2013
____________________
م/ بناء عمارات لطهي وتوزيع الطعام في كربلاء والنجف والكاظمية بدل السرادق في قارعة الطريق وما فيها مع الزحام من الأضرار والأخطار 
 
لقد أصبحت زيارة الأربعين للحسين عليه السلام معلماً لتقوى الله ومناسبة لذكره سبحانه وإجتماع المؤمنين من أقطار مختلفة للنص عن الإمام المعصوم باستحبابها ومحبوبية زيارته مطلقاً وما فيها من العبرة والتذكرة والموعظة.
وقد جاءت الزيارة هذا العام بحلة بهية فيها تعظيم لشعائر الله إذ زحفت الملايين للزيارة من مختلف الأمصار، وكانت الموائد السخية التي تقدمها الهيئات والمواكب القادمة من أنحاء العراق وعشائره ضرورة وحاجة وتضفي بهجة على مراسم الزيارة إلا أن نصب السرادق والخيام على الأرصفة وفي قارعة الطرق الرئيسية والأزقة فيه ضرر وأذى لايحتمل وتعريض لآلاف الزوار للهلاك  خاصة مع رجحان وإطراد زيادة أعدادهم في العام القادم, وقال الله عز وجل[وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ] فهل يمكن الجمع بين إستدامة هذا الكرم الطاغي الذي يدخل التأريخ وبين إنتفاء الأذى الجواب نعم، وذلك بانشاء بنايات خاصة للهيئات ومواكب الطبخ يكون الطابق الأول منها مفتوحاً ليس فيه إلا كشكات لتوزيع الطعام والمرطبات، ببوابات واسعة وقسم منها مدخل للنساء , وتكون الطوابق الأخرى للطبخ والإعداد بتصميمها على نحو هندسي وصحي مناسب ويلاحظ فيه سعة وكثرة عمل الهيئة , فمنها ما يقدم وجبة واحدة ومنها ثلاث وجبات، ومنها على مدار ساعات النهار وشطر من الليل , ويجوز أن يشترك أكثر من هيئة في الجناح الواحد.
وتتوزع هذه البنايات في شوارع كربلاء والنجف والكاظمية الرئيسية والفرعية وقريباً من الإمام وفي الأطراف، وفيها أمن وسلامة وتخفيف، ويقوم بانشائها على نحو مستقل أو مشترك أولا: مجلس المحافظة، ثانياً: المحافظة، ثالثاً: البلدية، رابعاً: أصحاب الهيئات، خامساً: المحسنون من داخل وخارج العراق، سادساً: الأمانة العامة لرئاسة الوزراء  سابعا : وزارة البيئة . ثامنا :دوائر الأوقاف في العراق وإيران وغيرهما. تاسعا  : المحافظات , كل محافظة تبدأ ببناء عمارة خاصة بمواكبها وعلى طريق زوارها مثلا . عاشرا : سدانة روضات الأئمة . الحادي عشر : الإستثمار بايجار البنايات للطبخ والخدمة في زيارة الأربعين والشعبانية والزيارات المخصوصة مطلقاً , والسكن في غيرها .
وتتحمل دوائر الدولة المعنية المسؤولية الشرعية للأذى الذي قد يصيب الزوار في العام القادم إذ أن هذه السرادق والمضارب تحول دون حركة السير في الشوارع التي هي ضيقة في الأصل خاصة وان بعضهم يتجاوز على وسط الشارع أيضاَ بالطبخ فيه وإتلاف التبليط , ولا يتوجه اللوم لأصحابها لأنهم يبذلون جهدهم ومالهم قربة إلى الله وخدمة لذات الزوار، ولعدم توفير البديل الحضاري النافع مع وجود المقتضي وفقد المانع , ويجب أن يكون في كل بناية مسلخ وإشراف طبي وبيطري وحضيرة للحيوانات المهيأة للذبح، لسلامة وصحة الزوار ونظافة الطعام، والبيئة وزينة المدينة ، وأن تكون مصاعد خاصة بالعمال والمتبرعين للخدمة، مع أماكن للنفايات فيها وفي الشوارع.
ويشترط أن تتولى بناء هذه العمارات شركات معروفة عالمياً بالإتقان وجودة العمل في البناء إحترازاً من انهيارها عند دخول آلاف الزوار دفعة واحدة فيه، وهذا الشرط هو الأهم في هذه الأيام والصبغة المؤلمة في إنجاز عدد من المشاريع.
أن أي بلد  في العالم تكون عنده مناسبة تجمع سنوية يبدأ للإعداد للسنة القادمة ودراسة اللوازم والحاجات من أول يوم ينتهي الموسم فيجب أن يبدأ العمل من الآن بتصميم وإنشاء هذه العمارات في شارع الحسين وشارع العباس وباب بغداد وباب طويريج وخلف المخيم والعباسية ومداخل كربلاء، والشوارع المحيطة بمرقد أمير المؤمنين الإمام المفترض الطاعة عند جميع المسلمين , لتتجلى منافعها العامة والخاصة , وتكون مرآة تعكس صرح الرقي الحضاري , ويمكن الإستثمار فيها عند توجه أصحاب الهيئات لها.
ولا يجوز التسويف والتراخي في العمل بهذه الفتوى، وعلى المؤمنين جميعاً السعي للعمل بها التي تصدر من مرجعيتنا العليا إذ صدر الجزء الواحد بعد المائة من التفسير في آية واحدة من سورة آل عمران في آية علمية لم يشهد لها التأريخ مثيلاً [وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ].
 

مشاركة

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn