بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي
صاحــــــــب أحسن تفسير للقرآن العدد: 163/14
وأستاذ الفقه والأصول والتفســير والأخــلاق
____________________
م/ضرورة طريق مباشر بين الكوت والنجف
تتعدد المنافع والفوائد من الطرق المعبدة بين المحافظات , ومنها فوائد إقتصادية وسياسية وإنسانية، وربط المحافظات بمدينة النجف الأشرف له منافع أخلاقية وأخروية أيضاً إلى جانب أنه حاجة لأهل العراق وزوار العتبات المقدسة من إيران وغيرها خاصة وأن السيارة هي الواسطة الوحيدة في التنقل بين المحافظات.
وتولي دول العالم عناية خاصة بشبكات الطرق وتعدّ التصاميم وتخصص الأموال اللازمة وتباشر التنفيذ وعلى سبيل المثال فان الولايات المتحدة الأمريكية تملك أوسع وأحدث شبكة طرق معبدة في العالم، ومع هذا رصدت في عام 1960 مبلغ مائة مليار دولار لمدة عشر سنوات لبناء طرق سريعة تربط بين المدن التي يتجاوز سكانها خمسين ألف ، مع أنها تملك الطائرات والقطارات السريعة والناقلات , ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ولا نملك طرقاً بين مدن متجاورة يزيد سكان كل واحدة منها على المليون مع الخصوصية .
ويشهد العراق زيادة في مستوى الدخل للأفراد وتحسن الحياة المعاشية , وأقبل الناس على إمتلاك السيارات بما ضاعف أعدادها أكثر من عشر مرات خلال السنوات العشرة الماضية، وأكثروا من السياحة الدينية وزيارات أهل البيت عليهم السلام , ومع هذا ليس من جديد معتبر في بناء الطرق والجسور مقابل هذه الطفرة المتعددة الجوانب.
وتربط محافظة واسط بالنجف الأشرف وشائج رحم وأخوة تأريخية إذ أن الأولى فرع الثانية ثم إستقلت بذاتها، لأنها أنشئت سنة 78 للهجرة وتم بناؤها 86 لتكون مقراً للجنود , وجرى نقلهم من الكوفة فصارت أرض قوم مؤمنين، وقد ذكرت في محاضرتي في إفتتاح معرض كتبي في مدينة الكوت يوم 7/5/2014 أنها من مصاديق قوله تعالى[َونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ].
ويعاني أهل محافظتي واسط وميسان الكرام في حضورهم المستمر إلى مدينة النجف الأشرف وإلى كربلاء من قساوة الطريق من جهة سوء التبليط، وكثرة التفرعات والإنحاءات الكبيرة لموافقة المرور في طرق فرعية وبعضها ترابي تربط بين الأقضية والنواحي وكثرة السيطرات، لذا يجب تنفيذ تبليط طريق مباشر يربط بين الكوت والنجف يتناسب والحاجة الآنية والمستقبلية ووفق المعايير الدولية، خاصة وأن السيد محافظ واسط من أكثر المحافظين خدمة وعناية بزوار العتبات المقدسة، وميزانيات الوزارات والمحافظات باللامتناهي من الأصفار، وأكتب ونطبع أفضل كتاب مؤلف في تأريخ الإسلام (معالم الإيمان في تفسير القرآن) على نفقتنا الخاصة وصدر منه الجزء السادس بعد المائة إلى الآن والحمد لله.
وندعو وزارة الإعمار والإسكان إلى مباشرة تنفيذ هذا المشروع الإنساني الحيوي , وفيه عمارة لقرى ومدن جديدة ولا يستلزم بناء جسر كما أن أرض العراق منبسطة والتبليط فيها قليل الكلفة وفيه سلامة وأمن من حوادث الطرق , وتوفير للوقت والمسافة وبالنصف تماماً لمن يسلكه , وبالإمكان الإنتفاع منه في الربط بين الكوت وكربلاء[وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ].
حرر في النجف الأشرف ليلة الثالث عشر من شهر رجب 1435