طريق بغداد-المدينة المنورة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي 

صاحــــــــب أحسن تفسير للقرآن                            العدد:  610 

أستاذ الفقه والأصول والتفسير والأخلاق               التاريخ: 26/11/2012

_____________________            

م/إختصار طريق بغداد- المدينة المنورة إلى نصف المسافة 

 

الحمد لله الذي جعل حج بيته الحرام مناسبة لإكتناز الحسنات وتهذيب النفوس، وجلب المكاسب كما في قوله تعالى[لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ] من منافع الدنيا والآخرة , ومنها في الدنيا عمارة أسواق، ونحر البدن، وتنشيط التجارات والمكاسب.

 ويلاقي حجاج البر من العراق ومن يأتي عن طريقه كالحجاج الأتراك وغيرهم الأذى من طول الطريق، وبالإمكان إختصاره إلى النصف , فالطريق المعبد بين كربلاء والمدينة المنورة الذي يقطعه الحجاج في هذه السنوات يبلغ ( 1504 )كيلو متراً إذ يأخذ إلى جهة اليمين كثيراً فيمر بعدة مدن،ويمكن جعله 800كم ,والطريق بين كربلاء والحدود والسعودية (370) كم، والطريق بين النجف والمدينة هو أقرب طريق إذ يبلغ من مدينة النجف إلى الحدود السعودية نحو مائتي كيلو متراً ، وقد فتح هذا الطريق سنة 1936 بعد إتفاقية ثنائية بين العراق والسعودية عام 1935 بخصوص طريق الحج البري , وقديماً إتخذت القوافل طريق النجف هذا ، وكان الحجاج يسلكونه، وحجت عن طريقه السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد سنة (176 هـ) وأمرت بحفر عدد من الآبار وتبطينها بالأحجار لتوفير الماء لوفد الحاج ومنه ما غطتها الأترية وهي مذكورة باسمائها ومواضعها والمسافات بينها، وحفرت البرك لخزن مياه السيول والأمطار ويمكن يصل الطريق الجديد إلى مدينة حائل ثم يتصل بالتبليط الذي يربط بينها وبين المدينة المنورة الموجود أصلا , أي أن طريق الحج البري الجديد لا يحتاج إلا تعبيد ما بين النجف وحائل بخط مستقيم أونحوه, وفي تعبيد وقصر طريق جديد بين العراق والسعودية مضاعفة لأعداد ضيوف الرحمن من المعتمرين والحجاج، وتنشيط لحركة التجارة بين البلدين وكذا بين دول الخليج وتركيا ودول أوربا وإستراليا، وفيه عمارة مدن جديدة ومكاسب مادية وتوفير لجهد ووقت ثمين خصوصاً وأن نسبة (65%) من نقل البضائع بين الدول العربية تتم بالشاحنات،, ومن الأولى مدّ سكة قطار حديد تربط بين بغداد والمدينة المنورة إلا أن تكون موانع وعوائق عند إحدى الدولتين في الوقت الحاضر.

 أدعو إلى إحياء الإتفاقيات الثنائية العديدة بين العراق والسعودية بخصوص طريق الحج البري ونقل البضائع ونحوهما والتخفيف عن المسلمين باختزال الطريق إلى النصف خصوصاً وان الأغلب الأعم من الطريق صحراوي ليس فيه وديان ومرتفعات كثيرة، وان جاء النقل الجوي وهو أسرع والحمد لله، ولكنه لا يستوعب الحجاج جميعاً لأسباب عديدة، وأدعو إلى دراسة منفذ بري من مدينة البصرة إلى المدينة المنورة.

 لقد جاء قوله تعالى[وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً] بصيغة الجملة الخبرية إلا أنها تتضمن الأمر والوجوب وتؤكده السنة النبوية والإجماع والسيرة، والتكليف إنحلالي ينبسط على الناس جميعاً إلا أن الكافر خرج بالتخصيص اللاحق بقوله تعالى[إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا] وتجب على المستطيع مقدمات الحج قبل الموسم وتهيئة مستلزمات السفر ووسيلة النقل، لوجوب المقدمة لوجوب ذيها، وكأنه من العلة والمعلول فلا يتحقق المعلول قبل علته، وهل يجب على الحكومات الإسلامية تهيئة مقدمات الحج بالقدر الذي يتعلق بها، الجواب نعم، وليس من تقصير في هذا الباب إن شاء الله، إلا أن إختصار طرق الحج البرية، وتوفير السيارات والطائرات الحديثة ونحوها من مستلزمات السفر إنتفاع أمثل من النعم الإلهية على أهل هذا الزمان والمؤمنون في عباداتهم أولى بها والعلم عند الله.

 

مشاركة

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn