قراءة في الطائرة الماليزية وموعظة في الأمن الإجتماعي

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي 

صاحــــــــب أحســـن تفسـير للقرآن                العدد:  103/14

وأستاذ الفقه والأصول والتفســير والأخــلاق                التاريخ : 31/3/2014

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

م/قراءة في الطائرة الماليزية وموعظة في الأمن الإجتماعي

الحمد لله الذي أنعم علينا بصدور الجزء الثاني بعد المائة من التفسير في آية علمية لم يشهد لها التأريخ مثيلاً, والحمد لله الذي أفاض على الناس في هذا الزمان بأسباب ووسائط النقل السريعة التي تطوي المسافات وتقرب البعيد وتختزل الوقت، ومنها نعمة الطيران وما يرجى له من الإتساع وصيرورته واسطة النقل الأولى في العالم.

وقد إختفت الطائرة الماليزية المنكوبة في اليوم الثامن من هذا الشهر وعلى متنها 239 راكباً ولا تزال لغزاً ولكن ليس على نحو السالبة الكلية لإستقراء بعض الأمارات على العمل التخريبي وإرادة الإنتحار والقتل وتعمد إخفاء الجريمة بأن تهوى في قعر البحار البعيدة وهو أمر جلي وظاهر مما يزيد الحزن والحسرة ، ويبعث الفزع والخوف في النفوس إذ يستحضر الذي يريد ركوب الطائرة في الوجود الذهني إحتمال التخريب والإنتحار في قمرة القيادة، ولا ينزل الراكب من الطائرة عند الوصول إلا وقد أخذ الفزع والهلع منه، ولعل النساء أكثر خوفاً وفزعاً عند الركوب وكذا عند سفر أولادهن.

وتتجه صناعة الطيران إلى السعة في إستيعاب الطائرة ومضاعفة ركابها، لذا يجب أن تتدخل الأمم المتحدة وبقوة والدول الكبرى في وضع أنظمة أمنية دقيقة في الطائرة لبرمجة وتقييد عمل الطيار ومساعده في السفرة المخصوصة.

ولابد من معايير للسلامة عند تحليق الطائرة من غير أن يتعارض مع قدرة الطيار على المبادرة والتدارك وتهيئة أسباب النجاة له وللركاب، كما يجب أن يعاد تصنيع وتقنية الصندوق الأسود ليكون على وجوه:

الأول : إطالة بطاريات الصندوق ستة أشهر.

الثاني : تضمن الصندوق لتصوير ما يجري في الطائرة.

الثالث : أن يبعث الصندوق الأسود الإشارات لمسافة ألف كيلو متر عدا عمق ماء البحار، بدل خمسة وعشرين كيلو متراً في الوقت الحاضر.

الرابع : دراسة إمكان بقاء الصندوق الأسود طافياً ويعطي إشارة إلى الأقمار الصناعية وهو في الطائرة وعند السقوط والتعرض لحادث بما يحدد موضع الطائرة في كل آن، وعند مفارقة الصندوق لمحركات الطائرة.

الخامس : صنع صندوق أسود ثالث أو نحوه بما يجعل داخل الطائرة متصلاً ومرئياً ومكشوفاً للقمر الصناعي الذي تتعامل معه شركة الطيران.

السادس : تطوير جهاز البحث عن الطائرة الذي يحدد موقع الإشارات ونحوه من أجهزة الموجات الصوتية وان لم تكن هناك أدلة قطعية على موضع الحطام.

السابع : إمكان جعل كل صندوق اسود يبعث إشارة مخصوصة تعطي رقم وسجل الطائرة.

الثامن : إلزام شركات الطيران بجعل الطائرة عند التحليق مرصودة بالأقمار الصناعية لحين هبوطها.

ولو أجريت إحصائية للإنفاق والأموال والجهود الدولية التي بذلت لإيجاد الطائرة الماليزية وجهد العسكريين والسياسيين والدبلوماسية وأجهزة الإعلام، والخسارة التي لحقت شركة الطيران الماليزية، والحالة النفسية لذوي الضحايا , وإنشغال العالم بأسره بهذا الحادث وهو قضية عين في واقعة واحدة لتجلت ضرورة المبادرة إلى تطوير وسائل الكشف والرصد للطائرة، 

إلى جانب إشكالات شركات التأمين التي تستعد لخوض حرب ضروس طويلة الأمد في أروقة القضاء , وقد تؤلف الكتب والأفلام عن هذه الطائرة المنكوب ركابها ذووهم وتدخل مناهج الدراسة في كليات الطيران العسكري والمدني.

ولابد من دراسة التغييرات الحاصلة في العالم وصيرورته كالقرية الصغيرة في أنظمة وقوانين الأمم المتحدة بما يكفل الأمن الإجتماعي والغذائي والفكري والصناعي والزراعي والسلم الأهلي ويجعل موضوعية للأمن والسلم في النقل ووسائطه وتوسعة بعض المواد، وتعدد صيغ الضمان , ففي المادة الثانية والعشرين من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: أن كل شخص باعتباره عضواً في المجتمع له الحق في الضمان الإجتماعي وله الحق أن يتم توفيره له من خلال الجهد القومي والتعاون الدولي .

وأدعو إلى عقد مؤتمر دولي عاجل بخصوص النقل الجوي لإقتباس الدروس والعبر من حادثة الطائرة الماليزية ونحوها للخروج بقرارات وحلول تبعث السكينة في النفوس , وتقلل سقف الأخطار والأضرار , قال تعالى[كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ].

 

 

مشاركة

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn