كتابة البسملة ولا يجوز بسمه تعالى

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي 

صاحــــــــب أحســـــــــــــن تفســـــــــير للقرآن  

وأستاذ الفقه والأصول والتفســير والأخــلاق                                   العدد: 191/14

_____________                 التاريخ :  10/7/2014 

م/ عدم جواز كتابة (باسمه تعالى) بدل البسملة او حذف إسم الجلالة من الأسماء مثل(عبد ا…) 

الحمد لله الذي جعل البسملة كنزاً سماوياً في تداول المسلمين ينتفعون منه , وقد أصدرت قبل عشر سنوات فتوى بعنوان (التحذير من تضييع البسملة كتابة وخطاً وفاتحة) في النهي عن الإكتفاء بكتابة(بسمه تعالى).

وبين الذكر والتسمية أي بسم الله عموم وخصوص مطلق، فكل تسمية ذكر وليس كل ذكر هو تسمية، وبين التسمية والبسملة أي بسم لله الرحمن الرحيم عموم وخصوص مطلق أيضاً فكل بسملة هي تسمية وليس العكس، لذا تكون البسملة تسمية وذكراً.

لقد كتب سليمان النبي إلى بلقيس بالبسملة ودعاها إلى الإسلام وكانت على الكفر هي وقومها، فلم يخش أن يمسوا البسملة، وفي التنزيل حكاية عنها[إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ]، وكان هذا الكتاب من أسباب دخولها وأهل مملكتها الإسلام.

وقد قام بعضهم هذه الأيام بعدم كتابة الإسم كاملاً إذا كان من أسماء العبودية لله فيكتفي بالألف مثلاً: (عبد ا…) ويضع نقاطاً, ولا دليل عليه .

ولا بد من التفكيك بين كتابة إسم الجلالة ومسه، فالمس أمر عرضي طارئ وكذا إلقاء الورقة التي عليها إسم الله في الأرض، وهو ليس علة تامة لعدم كتابة إسم الجلالة , مع لزوم الإحتراز من هذا الإلقاء.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: مَا مِنْ كِتَابٍ يُلْقَى بِمَضْيَعَةٍ مِنَ الأَرْضِ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى إِلا بَعَثَ اللَّهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَحُفُّونَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ ، وَيُقَدِّسُونَهُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ وَلِيًّا مِنْ أَوْلِيَائِهِ فَيَرْفَعُهُ مِنَ الأَرْضِ ، وَمَنْ يَرْفَعْ كِتَابًا مِنَ الأَرْضِ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفَعَ اللَّهُ اسْمُهُ فِي عِلِّيِّينَ ، وَيُخَفَّفُ عَنْ وَالِدَيْهِ الْعَذَابُ وَإِنْ كَانَا كَافِرَيْنِ.

ويدل الحديث بالدلالة الإلتزامية على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم ينه عن كتابة البسملة أو إسم من أسماء الله، مع الترغيب عن رفعه عن الأرض إن وجد وفيه الأجر والثواب.

ويجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة على المصحف وأوراقه، وتعاهد الأوراق التي يذكر فيها إسم الله والآيات القرآنية، ورأيت في أحد البلدان حاويات صغيرة عملها الأهالي في الشوارع خاصة للكتب والمجلات والصحف التي فيها ذكر الله لجمعها وإعادة تصنيعها أو إلقائها في الماء للزوم صيانة إسم الجلالة مما يسئ له، إلا أن هذا لا يعني الحرمان من كتابة والنظر إلى البسملة وإسم الجلالة في مواضعها , ولم يعهد في تأريخ الإسلام أن يكتب أحدهم إسم عبد الله(عبد ا…) أو كتابة (بسمه تعالى) .

وقد تحمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأذى بسبب البسملة لتحرصوا على تعاهدها لفظاً وكتابة وفيه نزهة للبصر ، عن إبن عباس قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال بسم الله الرحمن الرحيم، فقالت قريش: دق الله فاك. 

 

مشاركة

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn