م/ ليلة الرغائب
إزدادت عناية المؤمنين بليلة الرغائب والصلاة المستحبة فيها وهي أول ليلة جمعة من شهر رجب من كل سنة ، ولم يرد خبر هذه الصلاة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام .
ولم يرد ذكرها أيضاً في كتب السنة المعتبرة ، وقد ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات في حديث طويل عن أنس بن مالك يرفعه إلى رسول الله ، وذكرها ابن طاووس والعلامة الحلي ت726 هجرية في إجارته الطويلة لبني زهرة ، إذ قال (ومن ذلك ذكر صلاة الرغائب) بلحاظ أن شهر رجب شهر الله عز وجل .
ولم يذكر علماء الإسلام المتقدمون صلاة الرغائب ، ولو بخبر ضعيف .
وهل تشملها قاعدة التسامح في أدلة السنن ، المختار لا ، إنما تشملها أحاديث من بلغ منها ما ورد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال (من بلغه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شئ من الثواب فعمله كان أجر ذلك له وإن كان رسول الله صلى الله عليه واله لم يقله)البحار 2/256.
كيفية صلاة الرغائب
في هذا الخبر عن أنس أن رسول الله (ص) قال (ما من أحد يصوم الخميس أول خميس من رجب ثم يصلي ما بين العشاء والعتمة اثني عشر ركعة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة وإنا أنزلناه في ليلة القدر ثلاث مرات، وقل هو الله اثني عشر مرة.
فإذا فرغ من صلاته صلى على سبعين مرة، يقول: اللهم صل على محمد وعلى آله، ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ثم يرفع رأسه فيقول سبعين مرة: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العلى الاعظم.
ثم يسجد سجدة اخرى فيقول فيها ما قال في الاولى ثم يسأل الله تعالى حاجته في سجوده، فانها تقضى.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذى نفسي بيده لا يصلي عبد أو أمة هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر، وعدد الرمل، ووزن الجبال وعدد ورق الاشجار، ويشفع يوم القيامة في سبع مائة من أهل بيته ممن قد استوجب النار، فإذا كان أول ليلة في قبره بعث إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة فتجيئه بوجه طلق ولسان ذلق، فيقول: يا حبيبي أبشر فقد نجوت من كل شدة فيقول من أنت ؟ فوالله ما رأيت وجها أحسن من وجهك، ولا سمعت كلاما أحلى من كلامك ولا شممت رائحة أطيب من رائحتك فيقول: يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاة التي صليتها في ليلة كذا من شهر كذا من سنة كذا، جئتك الليلة لاقضى حقك واونس وحدتك وأدفع عنك وحشتك، فإذا نفخ في الصور ظللت في عرصة القيامة على رأسك فأبشر فلن تعدم الخير أبدا)البحار 104/126.
لقد جعل الله عز وجل أيام وليالي الحياة الدنيا كلها ليالي الرغائب والحاجات لقوله تعالى [ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ] والذي يفيد صيغة الإطلاق موضوعاً وزماناً ولكن لا بأس لو وردت رواية معتبرة بخصوص ليلة مخصوصة للرغائب ، والمختار لا مانع من أداء صلاة الرغائب رجاء المطلوبية ، والعلم عند الله .
حرر في النجف الأشرف
3 رجب 1444