مسألة قرآنية

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إلى سماحة وفضيلة الإستاذ الكبير المرجع الأعلى الإمام المفدى آية الله العظمى الشيخ صالح الطائي دام ظله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

 لدينا  سؤال حول سورة التكوير  وخاصة التي جاءت بين كلمات تختلف عن سياق الحديث الذي هو عن القيامة (وإذا النفوس زوجت) طبعا ظاهر الآية هي  حول الزوجية ,السؤال ما هو موقع هذه الكلمة في سياق هذه الآيات التي تتحدث عن القيامة , وجاءت كلمة ( وإذا النفوس زوجت )في وسط الوعد والوعيد  حول الحشر والنشر ,طرحنا هذا السؤال على سماحتكم لما لكم من العلم في التفسير القرآني الذي ليس له نظير في عصرنا .

 لذا لم نجد غير كم نوجه له هذا السؤال نفع الإسلام والمسلمين بكم والى مزيد أرجو توضيح  مامحل مجئي هذه الجملة في سياق هذه الآيات المباركة, جزاكم الله سيدي ومولاي  وأشكركم على الاستماع إلينا وأعطاكم لنا من وقتكم الثمين سائلين المولى عز وجل أن يحفظكم أيها الإمام البار الفاضل سماحة وفضيلة المرجع الأعلى في النجف الأشرف آية الله العظمى الشيخ صالح الطائي دام ظلكم.

 

                              الشيخ رحيم السعيدي الناصري 

               إمام وخطيب مركز فاطمة الزهراء الإسلامي

                              حسينية أم البنين عليها السلام

                                       أمريكا الشمالية

                                     15/3/2012

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 مكتب المرجع الديني الشيخ صالح الطـائي 

صاحـــب أحسـن تفســـــــــير للقرآن  

وأستاذ الفقه والأصول والتفســير والأخــلاق

__________________                   

إلى/سماحة العلامة الجليل الشيخ رحيم السعيدي الناصري

الولايات المتحدة الأمريكية”حفظه الله”

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

 

نبارك لكم جهودكم المتصلة في تعظيم شعائر الله وتعاهد مفاهيم الدين الحنيف وحسن السمت الذي يشهد به المؤمنون في ناحيتكم

وبعد ــ فقد جعل الله عز وجل الآيات الكونية دليلاً على باهر قدرته، وعظيم سلطانه وتذكيراً بوجوب عبادته، وخطاباً حسياً عملياً للناس جميعاً بلحاظ إشتراك الناس على نحو العموم الإستغراقي في إدراك البراهين والآيات الحسية ، وجاء الأنبياء بالمعجزات الحسية كسفينة نوح وناقة صالح وعصا موسى وإبراء عيسى للأكمه والأبرص , وإختص النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالمعجزة العقلية التي تؤكد صدق نبوته بإعجاز القرآن الذاتي، ولتدل آياته على بديع صنع الله بالآيات الكونية وبهائها ودقة نظامها وهو شاهد سماوي متجدد على صدق نبوة الأنبياء السابقين، وهذه الدلالة من الإعجاز الغيري للقرآن , ليكون من فلسفة وأسرار القرآن كمعجزة عقلية توثيق وحفظ المعجزات الحسية للأنبياء ليصدق بها المسلمون بعد تكذيب قومهم لهم , وهو من المصاديق الجلية لقوله تعالى في الثناء على المسلمين[كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ]سورة آل عمران 110.

ويجتمع قسيما الإعجاز هذان في آيات سورة التكوير مجتمعة ومتفرقة، وهي وفق إصطلاح أوان النزول سابقة في نزولها لهجرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من السور المكية التي تتصف بلغة التخويف والإنذار والوعيد. 

وهذه السورة تسع وعشرون آية، وتختص من بين سور القرآن بأمور:

الأول: إبتدأت إثنتا عشرة آية منها بالظرف (إذا),  ويطلب الفعل لما فيه من معنى الشرط.

الثاني: إشتراك معنى الشرط في الآيات كلها بجواب واحد هو[عَلِمَتْ نَفْسٌ](لآية 14 )، وتلك آية في الوعيد والتخويف، وإعجاز بلاغي مستحدث , لم ولن يشهد مثله أساطين اللغة والشعر.

الثالث: مجيء الآية بصيغة الفعل المبني للمجهول، ومجيء آية واحدة هي[وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ](الآية 2 )، بصيغة الفاعل والفعل المبني للمعلوم , وفيه آية إعجازية تم إكتشافها في هذا الزمان بعلوم القضاء وهي أن النجوم تقتبس نورها من ضياء الشمس، ويوم تكور الشمس أي تطوى ويذهب ضياؤها تفتقر النجوم إلى مصدر الضوء فتتغير بالذات والأثر، هذا على القول بأن معنى إنكدرت: تغيرت، أما على إفادتها معنى التساقط من مواضعها، فيعني أن تكوير الشمس بوزنها وحجمها الكبير وغياب أشعتها يخلخل الفضاء وأسباب الجاذبية فلا تقوى النجوم والكواكب على البقاء في أماكنها , قال تعالى[وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ](سورة الإنفطار 2)، أي تساقطت متفرقة.

وقد جاء الظرف(إذا) في ذات موضوع الإنذار وبيان أوان النفخ في الصور وأهوال يوم القيامة أربع مرات متتالية في سورة الإنفطار والتي تبدأ بقوله تعالى[إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ]( سورة الإنفطار 1)، وجاءت السورة أعلاه بصيغة المبني للمعلوم مرتين في[إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ* وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ] بينما جاء بصيغة الفعل المبني للمجهول في قوله تعالى[وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ* وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ](سورة الإنفطار3-4 ) كما ورد الظرف (إذا) أربع مرات متتاليات في سورة المرسلات[فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ](سورة المرسلات 8).

ويفيد الجمع بين الآيتين أن أفلاك السماء تتقوم بالشمس فهي كالقلب بالنسبة للنجوم والكواكب، ولكنها ليس علة لوجودها وإستدامته , وهذا لا يدل على إختصاص النجوم والكواكب بالوجود بالقوة بل هي مخلوقة لله عز وجل يأتيها بمشيئة الله بواسطة ما تنفعل به في وجودها وفق النظام الكوني البديع الذي تفضل الله عز وجل به على فرض صحة هذا المعنى من التفسير الذي نذهب إليه على عجالة بسبب تزاحم الأعمال وإستثمار التعطيل يومي الخميس والجمعة من البحث الخارج في الفقه والأصول والتفسير والإمتثال لطلبكم الكريم بخصوص تفسير هذه الآية فصيغة الفاعل في الآية[وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ] لا تدل بلحاظ المقارنة مع الآية السابقة واللاحقة لها بأنها العلة الفاعلية لتأثرها وتساقطها أو أنها علة غائية لتكور الشمس، فيكون الفاعل والمنفعل من هذه الموجودات بمشيئة وأمر الله، وتقدير الآيات (إذا كوّر الله الشمس، وإذا كَدِر الله النجوم).

ونقترح في المقام قيام نفر من الفلكيين بدراسة مضمون هذه الآية واقعاً بمعنى لو فرض إنطماس الشمس وزوالها ماذا يحدث للنجوم التي تدور في فلكها، باعتبار أن الشمس هي المركز للمجموعة الشمسية وهل تتفرق متبعثرة، وأضرار هذا التفرق على الحياة البشرية على هذا الكوكب.

وتجري الدراسات العلمية الجادة في هذا الزمان الظاهرة والخفية بامكان إنتقال الإنسان إلى كوكب آخر صالح للحياة الإنسانية , ترى لو قامت القيامة فهل تشمل الجميع أم أنها خاصة بأهل الأرض , أما أهل الكواكب الأخرى فلهم أوان وأجل آخر , الجواب تؤكد سورة الشمس حقيقة وحدة الأجل وشمول الذين ينتقلون إلى الكواكب الأخرى بذات الصيحة والصعقة والأجل, قال تعالى[إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ](سورة يس29)،  وهو من إسرار إبتداء سورة الشمس بظلمة الشمس وإضمحلالها وهو الذي تدل عليه الدراسات الحديثة وأن هذه الظلمة سوف يحصل بعد مليارى سنة، وعن الإمام الباقر عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:كذب الوقاتون)(البحار 4/132)، وتدل الثورة التقنية وضخامة آلة الحرب المفزعة وإنتشارها وصعود الغازات على إحتمال التبدل في تلك المواقيت وهي بكل الأحوال من عمومات قوله تعالى[إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ](سورة يس82 )، وهو سبحانه[يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ]( سورة الرعد 39).

ولعل في تسمية أوان صلاة الظهر بالزوال أي زوال الشمس عن كبد السماء، وجريانها نحو جهة المغرب والمغيب تنبيه وتذكير بزوالها يوم القيامة ولزوم الإستعداد له بالعبادة وأداء الصلاة وأفرد العلماء باباً أسموه : باب الخبر الذي جاء في الصلاة التي تسمى صلاة الزوال قال البيهقي: بالإسناد عن عاصم بن ضمرة قال: سألنا علياً عن تطوع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهار فقال من يطيق ذلك منكم قلنا نأخذ منه ما اطقنا قال كان يمهل حتى إذا كانت الشمس من قبل المشرق كهيئتها من المغرب عند العصر قام فصلى ركعتين ثم يمهل حتى إذا ارتفعت الشمس وحلقت وكانت من المشرق كهيئتها من المغرب عند الظهر قام فصلى اربع ركعات يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين

ثم يمهل حتى إذا زالت الشمس صلى اربع ركعات قبل الظهر يفصل بمثل ذلك ثم يصلي الظهر ثم يصلي بعدها ركعتين ثم يصلي قبل العصر اربع ركعات يفصل بين كل ركعتين بمثل ذلك ثم ذكر الحديث بنحوه فهذه ست عشرة ركعة تطوع النبي صلى الله عليه وسلم بالنهار وقلما يداوم عليها)( البيهقي/ السنن الكبرى 1/50).

ويبلغ قطر الشمس(أي المسافة بي طرفيها) مارة بالمركز 1392000كم وهو ما يعادل قطر الأرض 109مرات وقطر الأرض هو 12756كم، بينما قطر القمر هو3476كم وتبعد الشمس عن الأرض نحو6،147 مليون كم. 

وهل إنكدار وتناثر وإنقضاض النجوم من عمومات قوله تعالى[وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ](سورة الأعراف 54 )، أم أنه أمر آخر غير التسخير حكماً، ومتأخر عنه زمانا, ومختلف عنه موضوعاً، لأنه من قضاء الله وبديع تصريفه لعالم الأفلاك , الجواب هو الأول.

وصلة هذه الآية بالآيات المجاورة لها وفق مبحث سياق الآيات الذي أسسناه في تفسيرنا بقوانين إعجازية من وجوه:

الأول: إتحاد موضوع الآيات وإرادة زمان زوال العالم والكواكب، ولعل ما ورد في التنزيل حكاية عن يوسف عليه السلام[إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ](سورة يوسف 4)، أمارة وإخبار متقدم زماناً على حركة هذه الكواكب حركة تختلف عن نظام جريانها الدقيق والثابت جاء بصيغة رؤيا ليوسف عليه السلام(ورؤيا الأنبياء وحي) وجمعت الآية أعلاه الشمس والقمر مع الكواكب في تبدل الحال والسجود مع أنها في تسبيح دائم ومتصل.

الثاني: إتحاد هذه الآيات من سورة التكوير مع كثرتها بجواب شرط واحد من كلمتين, وليس في القرآن وعلوم البلاغة والتخاطب والأدب العربي مثله من جهة كثرة أفعال الشرط المتعلقة به , والأصل في تأخر جواب الشرط بعد أفعال متعددة بعث السأم في النفس وفقدان متابعة الكلام إلا في القرآن ففي هذا التأخر جذب للإنتباه ومناسبة للإصغاء العام وتنمية لملكة الفقاهة عند المسلمين خصوصا وأن هذا التعدد جاء فيها والسورتين أعلاه( الإنفطار والمرسلات ) بخصوص أهوال يوم القيامة , وهو موضوع إضافي للتدبر والتفكر والسياحة مع أفعال الشرط وإن كثرت للتسليم بإلتقاء الخلائق في الإمتثال والإستجابة لأمر الله. 

وتقدير الجمع بين الآية محل السؤال وجواب الشرط المتحد: إذا النفوس زوجت علمت نفس ما أحضرت) ليكون القرين شاهداً على الأفعال، وسبباً لغبطة وسعادة المؤمن، وحزناً وحسرة على الكافر، فيشترك المؤمنان بالشكر لله عز وجل على نعمة الإيمان وحسن الجزاء، ويلعن الكافر قرينه سواء كان كافراً مثله أو شيطان، ولا يستقيم المعنى لو كان المراد الزواج والنكاح في الدنيا.

الثالث: يمكن أن نؤسس قاعدة كلية في المقام وهي أن الأصل في سياق الآيات إتحاد المعنى والمناسبة إلا مع القرينة الصارفة إلى التباين، وهي معدومة في المقام.

الرابع: ورود الأخبار التي تدل على إرادة إتحاد المعنى في هذه الآيات، وإفادتها الوعيد والتخويف من يوم النشور.

الخامس: بيان حقيقة وهي أن الأفلاك التي يعبدها طائفة من الناس إنما هي مخلوقة لا تدفع عن نفسها الطي واللف والتساقط , وترى مرآة لهذه الحقيقة وهي غياب ضياء ورسم النجوم في النهار كما في قوله تعالى[الْجَوَارِي الْكُنَّسِ](سورة التكوير 16 )، أي النجوم السيارة التي تستتر وتغيب عن الأبصار في النهار، وإبتلاء القمر بالزيادة والنقصان إلى أن تأتيه ليالي المحاق , قال تعالى[وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ](سورة يس 39).

السادس: إلحاق كل إنسان بشيعته، وأهل ملته.

السابع: صيرورة الناس ثلاثة أقسام بلحاظ الأعمال والكتاب والمقام، قال تعالى[وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاَثَةً](سورة الواقعة 7 ).

وفي التزويج الوارد بخصوص النفوس في الآية وجوه:

الأول: المراد من التزويج جعل الشيء زوجاً بعد أن كان كل واحد منهما مستقلاً بذاته فيكون المؤمن مع المؤمن، والكافر مع الكافر وإرادة القرينة المماثلة، وورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} قال: (الضرباء) كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله)(الكشف والبيان 14/13 ).

وفي خبر أبى الجارود عن الإمام محمد الباقر عليه السلام في قوله” وإذا النفوس زوجت ” قال: أما أهل الجنة فزوجوا الخيرات الحسان، وأما أهل النار فمع كل إنسان منهم شيطان يعني قرنت نفوس الكافرين والمنافقين بالشياطين فهم قرناؤهم)(لبحار 7/107 )، وأبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني وُلد أعمى كوفي من أصحاب الإمام الباقر، وروى عن الإمام الصادق عليه السلام، ولما خرج زيد بن علي تغير، قال البخاري: له كتاب تفسير القرآن ) وإليه تنسب فرقة الجارودية من الزيدية، توفى سنة 150 للهجرة, وروى السيوطي الحديث أعلاه عن الكلبي(الدر المنثور10/206 ).

وورد عن محمد بن علي إبن الحنفية أنه قرأ الآية (إذا النفوس زوجت) قال بحق الذي نفسي بيده لو أن رجلاً عبد الله بين الركن والمقام حتى تلتقي ترقوتاه لحشره الله مع من يحب)(البحار24/366 ).

الثاني: إجتماع وإزدراج الأرواح بالأجساد, وبالإسناد عن إبن عباس قال: يسيل واد من أصل العرش من ماء فيما بين الصيحتين، ومقدار ما بينهما أربعون عاما، فينبت منه كل خلق بُلي، من الإنسان أو طير أو دابة، ولو مرّ عليهم مار قد عرفهم قبل ذلك لعرفهم على الأرض. قد نبتوا، ثم تُرسَل الأرواح فتزوج الأجساد)(تفسير إبن كثير 8/333 ).

الثالث: زواج المؤمنين بزوجاتهم من الحور العين، لأن لفظ النفس يرد بمعنى الذات, بسيطا كان أم مركباً , وإرادة نكتة عقائدية من جهات:

الأولى: هذا الزواج ليس باللذة الحسية المجردة وسط أهوال يوم القيامة؟

الثانية: المراد بيان تعجيل الجزاء الحسن للمتقين.

الثالثة: بعث السكينة وحسن العاقبة للمؤمنين وهو من عمومات قوله تعالى[مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا  فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ]( سورة البقرة 62)، وليس في هذا المعنى وعيد فهو وعد كريم للمؤمنين , نعم إنه في مفهوم المخالفة وفحوى الخطاب وعيد وتخويف للكفار، وزيادة في عذابهم لما يرونه من حال النعيم والغبطة التي عليها الذين صدّقوا بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

الرابع: تقسيم وفصل النفوس بلحاظ التماثل والتشابه، قال تعالى[وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ](سورة الرعد 3 ).

الخامس: جعل المؤمن مع المؤمن والكافر مع الكافر.

روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: الرحمن إسم خاص بصفة عامة، والرحيم إسم عام بصفة خاصة، فالرحمن إسم ينتفع منه في الحياة الدنيا عموم المؤمنين والكفار، أما الرحيم عام في الدنيا والآخرة ولكنه خاص بالمؤمنين، لينفع الكفار من صفة الرحمن في الدنيا أما المؤمنون فينتفعون من صفة الرحمن في الدنيا، ومن صفة الرحيم في الدنيا والآخرة، والأعظم والأهم هو رحمة الله في الآخرة وحاجة العباد لها(لله مائة رحمة) وجه التقريب أن المؤمنين والكفار ينتفعون من صفة الرحمن بالزواج بمعنى النكاح والإقتران بالقرين والملائم للطبع والمزاج , أما في الآخرة فإن الزواج والإقتران خير محض للمؤمنين، وحجة وعذاب على الكفار ومناسبة لتبرء ولعن بعضهم لبعض.

حرر في النجف الأشرف                       صالح الطائي

17/3/2012

 

مشاركة

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn