بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
العدد : 7
التاريخ: 27/10/2003
م/ مسجد العمل
لقد أكرم الله المسلمين بالمساجد كمواضع للعبادة ، وداعية مكانية للسلم والتواد ونبذ الإرهاب، وجاءت آيات ، ونصوص مستفيضة باستحباب بناء المسجد وكثرة التردد إليه ، واستحباب تعميره ووجوب صيانته وحرمة تلويثه وعدم تعطيله.
وللمساجد شرف وخصوصية تنفرد بها وتدل عليها الأدلة الأربعة الكتاب والسنة والإجماع والعقل، ومن الأول قوله تعالى [وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا] وأضافها الله عز وجل لنفسه بلام الإختصاص، كما حض على عمارتها وجعلها من مصاديق الإيمان [إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ].
وأنذر الله بالوعيد من يتعدى على حرمات دور العبادة بقوله تعالى [وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ]، وفي الحديث المتواتر عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قوله : من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة”، وعلى استحباب بنائها وإعمارها إجماع علماء المسلمين كما يدرك العقل ما فيها من عظيم المنفعة، وعمارة المساجد واقية أخلاقية وآلة كريمة للإصلاح والهداية ، وشعيرة ذات منافع عامة في زمان العولمة وتعاهد الصلاة فيها من أهم مفاهيم العدالة.
ودخول المسجد ودور العبادة والصلاة فيه من أفضل أسباب تهذيب النفوس ، وطرد الكدورات الظلمانية، ولا ينحصر الندب اليها بالوقف والبناء على نحو مستقل بل هو حاجة عقائدية وأخلاقية تصدق على المسمى وصرف الطبيعة لعنوان المسجدية .
وقد ورد في الخبر عن الصادق عليه السلام : صلاة في مسجد السوق تعدل اثنتي عشرة صلاة.
وجاء لفظ السوق من باب المثال المتعارف آنذاك كمحل للعمل وينبسط على مصاديقه المتكثرة والمتشعبة في هذا الزمان من المعامل والدوائر والمؤسسات ونحوها مع الإمكان ، لذا نقترح على المؤسسات العامة في نواحي العراق المبادرة إلى تخصيص غرفة أو بناء لائق في كل مؤسسة ودائرة ومشروع خاص او عام ومدرسة وثانوية وكلية ليكون مسجداً للمنتسبين والدارسين يفتح أوان الفريضة لأدائها تعظيماً لشعائر الله بحيث لا يتعارض أداء الصلاة مع العمل والواجب الوظيفي الذي له الأولوية لأن الموظف والعامل أجير عند الدولة ساعات العمل ، فلا يكون أداء الصلاة إلا في دقائق فراغ عن العمل.
وليصبح المسجد شاهداً على الوحدة الإسلامية ونبذ الفرقة، ومظهراً للعفة والقيم السائدة مع المحافظة على قدسيته وأحكام المسجدية من غير تعارض مع قواعد العمل والدراسة صاحبه الوقت بالأصل ، كما نرجو تخصيص موضع وبناء آخر لصلاة النساء في المؤسسات والمدارس والكليات المختلطة.
ونرجو ان تكون للمســجد ودور العبادة في المستقبل موضوعية في تخطـيط وإنشـاء المؤسسات مطلقاً[وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ].
حرر في الخامس من شهر رمضان المبارك 1424 هـ
النجــف الأشــــرف