بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مكتب المرجع الشيخ صالح الطـائي
صاحــــــــب أحسن تفسـير للقرآن
وأستاذ الفقه والأصول والتفسير والأخلاق لعدد: 961
_______________ التاريخ: 11/8/2013
م/منظمة السجناء في الأمم المتحدة وفضائية للسجون
لقد أكرم الله الإنسان بالخلافة في الأرض وسخرها وما عليها لإنتفاعه وعمله، ولكن الإنسان قد يبتلى بالسجن، وهو أقسى ما يواجهه , وهو سيف للفزع والإنكسار يصيب الناس بالخشية منه أو لحجب حبيب أو قريب خلف القضبان , ولقد سجن نبي الله يوسف عليه السلام ظلماً ولم يخرج من السجن إلا بآية من الله تجتمع فيها الرؤيا وإنذارات القحط والبلاء للناس، ليبين أن الخروج من السجن أنفع للفرد والجماعة والأمة , وهو باب للصلاح والإصلاح وتشرأب أعناق السجناء في كل يوم وليلة إلى أسباب الفرج، وقد إحتلت منظمة الإمم المتحدة الدور الريادي في العالم، ولم تقم بجهود مناسبة فيما يتعلق بالسجناء خصوصاً سجناء الرأي .
وبعد الحرب العالمية الثانية وعند إنقضائها والفضائع المرتكبة أدركت المؤسسات السياسية تخلف ميثاق الأمم المتحدة عن وضع مناسب لحقوق عامة الناس , فتم وضع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 ليصبح من الوثائق المشرقة التي يحق للأمم المتحدة التفاخر بها , ويشكل مع غيره من الوثائق(لائحة الحقوق الدولية) وتأخذ فيما بعد قوة القانون الدولي.
لقد تشعبت المسؤوليات وإنشطرت العلوم ولابد من مؤسسة داخل الأمم المتحدة تعنى بشؤون السجناء خاصة وتجمع في عملها بين حق الفرد، ومصلحة لجماعة، وسيادة دولة القانون وتحارب السجون السرية ويكون لها حق زيارتها، وكما يكون هناك :
-سفراء للنوايا الحسنة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
-سفراء للنوايا الحسنة لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحددة، فنحتاج إلى سفراء للإفراج عن السجناء . فلابد من وثيقة دولية لشؤون السجناء ولكن لا تسمى مثل وثيقة الأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان أي لا يقال أنها لحماية حقوق السجناء لأن هذه التسمية تدل بالدلالة التضمنية على إرادة بقائهم كسجناء وإن كان الإسم غير المسمى والمدار على بنود ومواد الوثيقة ولابد أن يفيد الإسم والمسمى سعي الأمم المتحدة للإفراج عن السجناء وهو من بديهيات عملها ومقومات التعايش السلمي والأخوة الإنسانية.
لقد كانت جامعة الدول العربية ذات شأن عالمي عظيم في العقد السادس والسابع مثلاً من القرن الماضي، وكان الأمين العام للأمم المتحدة يحرص على حضور إجتماعاتها، ولأنها لم تعن بشؤون الأفراد والمواطنين ماتت سريرياً فأرجو أن يلتفت الأمين العام للأمم المتحدة والقائمون عليها لبعث الحيوية في المنظمة بالعناية بشؤون الأفراد والجماعات والشباب ، منها إحصاء السجناء ورفع الحيف عنهم، وتحسين واقعهم وتهذيب نفوسهم وتنمية ملكة الصبر عندهم والدفاع عنهم , وزيارة للسجون والإلتقاء بمن يقطن فيها والإستماع لهم، وإصدار تقرير سنوي عن أحوال السجناء في كل بلد من العالم وإعانة إدارات السجون والدوائر الحكومية بوضع ضوابط عامة لأبنية السجون، وإنتفاع المنظمات الدولية والخيرية من عمل الأمم المتحدة ولابد من تأسيس قسم ومنظمة خاصة في الأمم المتحدة تحمل هذا العنوان وهي أولى من أن يقوم شخص واحد هو بيتر بينيس الإنكليزي بتأسيس منظمة العفو الدولية سنة 1961.
إن عناية الأمم المتحدة بالسجناء والإفراج عنهم سبيل للسلم العالمي ووسيلة لتعاهد الإستقرار السياسي في زمان العولمة أي أن الأنظمة ودول العالم كلها تنتفع من هذه العناية , ولقد سجنت أنا وعيالي سنة 1984 في أريع محافظات من العراق بتهمة الإنتماء ورئاسة حزب ديني ولا أصل لهذه التهمة وكنت أتساءل وأنا في سجون سرية أين هي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وأقترح إنشاء فضائية خاصة بالسجون وأحوال السجناء حول العالم لتكون مدداً وعوناً في إصلاحها وهو جزء من صيرورة العالم كالقرية الصغيرة، والأولى أن تكون هذه الفضائية تابعة للأمم المتحدة وعلى عدد لغاتها الرسمية , لتعمل وفق الأنظمة وتراعي المواثيق والقوانين الدولية والقواعد المحلية وسنن حقوق الإنسان وليس من حصر لموضوعات هذه الفضائيات إذ أنها تتناول تأريخ السجون، بناياتها، أنظمتها ، إداراتها، حياة السجناء، السجناء السابقون، الإفراج عن السجناء، قوانين العفو العامة والخاصة، شؤون ومعيشة السجناء، عمل السجناء، إعانة السجناء , لقاءات مع إدارات السجون ومع السجناء، حوادث السجون , الإصلاح في السجون، سجن النساء الذي هو أشد إيلاماً على النفس، التبرعات للسجناء , الإذن للسجناء بالخروج المؤقت المقيد أو المطلق، وكان الإمام علي عليه السلام يخرج السجناء إلى صلاة الجمعة كل أسبوع فقد يبرئهم الغريم الديون أو يسقط حقه عنهم , وللترغيب بالعفو , قال تعالى[وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى]، ساعة النطق بالحكم ، اليوم الأول في السجن، اليوم الأخير في السجن، القضاة وزيارة السجون، الصلة بين السجين والسجان، العبادة داخل السجن، الخصومات في السجن، الرؤساء الذين دخلوا السجن , النجاة من دخول السجن، هروب سجين، إعادة سجين إلى السجن.
، بعد التبرعات والهدايا العامة والخاصة للسجناء القضاء والسجناء، عوائل السجناء، زيارة السجناء، من ذكريات سجين، دراسة مقارنة بين السجون والجرائم التي تقود إلى السجن , سنخية الأحكام بالسجن، قبح قضبان السجن، نعمة الحرية ولزوم تعاهدها، المدارس داخل السجون، الصنائع في السجون، سجناء الرأي، السجين المظلوم , الجنايات داخل السجن , إنشاء مواقع على شبكة التواصل الإجتماعي خاصة بالسجناء، وتخص أحوال الذين دخلوا السجن ثم خرجوا منه والذين ينتظرون نسيم السلامة والعتق من جاثوم أسوار السجن.
ويمكن أن تفتح فضائيات خاصة وخيرية في هذا الباب , نرجو ترجمة هذا البيان وتوزيعه عالمياً, والله يهدي إلى سواء السبيل .