من اخلاق وكرم الشيخ صالح الطائي دام عزه- أقولها للتأريخ
كان آية الله الشيخ صالح الطائي استاذي في الأخلاق والتفسير في النجف الأشرف ايام البعث المقبور وكان يتعامل مع طلبة الحوزة العلمية بروح الابوة لا بروح المرجعية والزعامة والقداسة التي تكون حاجباً ومانعاً بين الراعي والرعية فكان كالاب والأخ الأكبر، ولي معه بعض الخواطر ان دامت الحياة ساذكرها ولكن في هذا المورد اذكر واحدة من اهمها لأنها تعبر عن موقف ابوي وطني وشرعي واخلاقي قل نظيره في الحوزة الشريفة وهي:
في ليلة الهجوم الأمريكي على العراق سنة 2003 حيث كنت اسكن النجف الأشرف ومن شدة الأشتباكات بين الأمريكان والحزب المقبور هاجرت عوائل منطقة النجف القديمة(وهي الأحياء القريبة من الصحن الشريف) هاجرت من بيوتها الى الصحن الشريف، وقد سقط صاروخ في بيتي مما ادى الى هدم اجزاء منه وسقوطها مما دفعني الى نقل عائلتي الى صحن الامام امير المؤمنين عليه السلام وكان الوقت عصراً، وقد وصلت اخبار ظرفي هذا الى سماحته فارسل الى فوراً يطلب مني جلب عائلتي والكونة من(9) افراد نساء واطفال وشباب، والسكن معه في بيته لحين هدوء الوضع واعمار الدار وفعلاً لبيت دعوته وجئت بعائلتي واسكنها الى جنب عائلته الكريمة لمدة يومان على ما اتذكر وفي اليوم الثالث قال لي: شيخنا عندي بيت أخر فارغ وانت مخير بين ان تبقى معنا وبين ان تاخذ هذه المفاتيح وتسكن في بيتي الثاني لحين أكمال اعمار بيتك فشكرته على ذلك واخذت منه المفتاح وانتقلت الى بيته الأخر وبقيت حوالي خمسة ايام او أقل لا أذكر بالضبط، ومن ثم انتقلت الى بيتي- فجزاه الله تعالى خير جزاء المحسنين ووفقه لخدمة الاسلام والمسلمين.
اخوكم جواد الخفاجي
ملاحظة: أقام عدد من الفضلاء وعوائلهم تلك الأيام في دار ومكتب المرجع الطائي، ونشكر فضيلة العلامة الشيخ جواد الخفاجي على هذا البيان التأريخي الكريم.