بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
م/ اجتناب كثرة التعطيل واغلاق المحلات
الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره وصلى الله على رسوله الأكرم محمد وآله الذين اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
مما يتصف به المسلمون ان لهم اعياداً ومناسبات يستلهمون منها الدروس والعبر ويعيشون الحدث طرياً وكأنه حاصل اليوم مما يدل على اتصال الحاضر بالماضي وسمو الفهم العقائدي عندهم وتمسكهم بالثقلين، الا ان احياء ذكرى وفيات الأئمة عليهم السلام اخذت في العقود الأخيرة منحى جديداً تجلى باغلاق الأسواق والمحلات وتعطيل الدراسة وهو خلاف النصوص والأصل ولزوم تعاهد العلم بالعمل، نعم وردت النصوص بما يدل على التعطيل يوم عاشوراء على نحو الحصر والتقييد وليس المثال ففيه مقتل آخر الخمسة اهل الكساء بفاجعة أليمة، الأمر الذي يدل بمفهوم المخالفة على عدم التعطيل في غيره من المناسبات، وفي سنة 352 هـ ألزم معز الدولة الناس باغلاق الاسواق وعمل المآتم يوم عاشوراء على الإمام الحسين عليه السلام.
وصحيح ان يوم الإمام مصيبة وحزن لكل مسلم ومسلمة الا ان الحداد والتعبير عن الحزن وقراءة ما فيه من العبر أعم من التعطيل العام المتكرر الذي يتعارض وقاعدة لا ضرر ولاضرار، وقاعدة نفي الحرج خصوصاً مع لحاظ قانون الاسباب والمسبَبات والحاجة الى المواظبة على العلم والدراسة المنهجية، وارتفاع الإيجارات بالنسبة لأرباب المحلات، والأولى عدم التعطيل الجماعي العام في أي مناسبة دينية أليمة عدا اليوم العاشر من محرم الحرام، نعم يمكن تخصيص الحصة الأولى من الدروس، والساعة الأولى في الأسواق لإحياء الذكرى وبيان منزلة صاحبها والموعظة المستقرأة من سيرته الشريفة.
ارجو من رئاسات الجامعات ومديريات التربية في العراق زإيران ولبنان والبحرين وغيرها توزيع هذا البيان على العمادات والإدارات التعليمية واطلاع الطلبة الأعزاء عليها ومعالجة الأمر باللطف والنصح والتوجيه الحسن.
وارجو من خطباء المنبر الحسيني وأئمة الجمعة التعرض للموضوع بالإستدلال والإستنباط طرداً او عكساً، موافقة او مخالفة، والدراسة المقارنة للمقاصد والنتائج، وقواعد الترجيح العقلية والشرعية والسياسية والإقتصادية، وصيغ العمل الدؤوب للإرتقاء العلمي، والسعي للحفاظ على قيم الإسلام ووجوب ودّ أهل البيت، فلا لزوم في هذه الاطروحة، ولكنه من االمسائل الابتلائية العامة، [ وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ].
حرر في السابع والعشرين من محرم الحرام 1425 هــ صالح الطائي
النجف الأشرف