يوميات علمية للمرجعية الإسلامية / المرجع الصالح الطائي
اُختلف في رؤية النبي (ص) للجنة والنار في ليلة الإسراء , وهل كانت الرؤيا ببصره أم ببصيرته وقلبه، وهل هي في اليقظة أم المنام ، وهل في ذات الجنة والنار ، أم في عالم البرزخ .
والصحيح أنها رؤيا بالبصر وفي حال اليقظة ، ورآى النبي (ص) ذات الجنة وتنعم المؤمنين فيها ، ورآى ذات النار وعذاب الظالمين فيها ، وهو من الأدلة على أنهما مخلوقتان الآن .
لأن الرؤية إذا أطلقت فانها رؤية نظر بالحاسة الباصرة إلا مع ورود دليل للإنصراف عنها ، وهو مفقود في المقام ، قال تعالى [وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ].
ولا تستعصي على الله مسألة ، والمختار أنه أدخل رسوله (ص) الجنة ورآى حال المنعمين في الجنة ، والمعذبين في النار ، بأجسامهم قبل الأوان ، وليس بأجسام مثالية .
وهم ليسوا من الأجناس السابقة بل من ولد آدم ، لتكون هذه الرؤية الواقعية موعظة وإنذاراً للأجيال.
وفي حديث أن النبي (ص) قال (يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد ،فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن) البحار 18/351.
وفي حديث طويل عن ابن عباس ثم أتى النبي (ص) (على قوم يقرض السنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد ، كلما قرضت عادت كما كانت ، قال : ما هؤلاء ياجبرئيل ، قال هؤلاء خطباء الفتنة)الكشف والبيان 7/450. قال تعالى [إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا*وَنَرَاهُ قَرِيبًا].
العدد : 2/24 في 2/1/2024