يوميات علمية للمرجعية الإسلامية / المرجع الصالح الطائي
قالت أم الفضل بنت الحارث زوجة العباس بن عبد المطلب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم رأيت رؤيا اعظمها ان اذكرها لك. ولكنه لم يمض معها في إنكارها والإقلال من أهمية الرؤيا كطريق لاستبعاد رموزها عن الاقتراب من واقع الحدوث وجريان الامور.
فقال: اذكريها. وقولـه هذا عبرة للمسلمين فرب اخفاء لرؤيا يحول دون الدعاء والعمل ويمنع من فتح باب الاحتياط وما فيه من المندوحة والسعة والرحمة وطرق النجاة.
فقالت رأيت كأن بضعة منك قطعت فوضعت في حجري.
فقال النبي (ص) : ان فاطمة حبلى تلد غلاماً أسميه حسيناً وتضعيه في حجرك.
وكم كان الفرق كبيراً بين ظن أم الفضل في الرؤيا وتأويل النبي (ص) لها باشراقة نور على الارض في اليوم الثالث من شعبان في السنة الرابعة للهجرة , كتب الله لضيائه وبريق صبره وجهاده أن يُرى في المشرق والمغرب وفي كل زمان . قالت: فولدت فاطمة حسيناً فكان في حجري أربيه.
ليساهم تأويل الرؤيا في ترسيخ الإيمان , وتوكيد صدق نبوة النبي محمد (ص) بجمعه وحيازته للعلوم والمعارف والكمالات بقسميها بالكسب , وبالهبة بالوحي فضلاً من الله ورحمة وحجة ودعوة للإيمان.
العدد : 174/24 في 22/6/2024