يوميات علمية للمرجعية الإسلامية / المرجع الصالح الطائي
في اليوم الثالث من شعبان من السنة الرابعة للهجرة أشرق على الأرض نور إمامة عامة في أمور الدين والدنيا كتب الله لضيائه ان يُرى بين المشرق والمغرب وان تنفذ أشعة وبريق طريق صبره وجهاده إلى شغاف القلوب بولادة سيد شباب الجنة الحسين بن علي عليه السلام .
(قالت أم الفضل بنت الحارث زوجة العباس بن عبد المطلب للنبي (ص) رأيت رؤيا اعظمها ان اذكرها لك. ولكن النبي (ص) لم يمض معها في انكارها والاقلال من شأن الرؤيا كطريق لاستبعاد رموزها عن الاقتراب من واقع الحدوث وجريان الأمور.
فقال: اذكريها. وقولـه هذا عبرة للمسلمين فرب اخفاء لرؤيا يحول دون الدعاء والعمل ويمنع من فتح باب الاحتياط وما فيه من المندوحة والسعة والرحمة وطرق النجاة.
فقالت رأيت كأن بضعة منك قطعت فوضعت في حجري.
فقال النبي (ص) : إن فاطمة حبلى تلد غلاماً أسميه حسيناً وتضعيه في حجرك.
وكم كان الفرق كبيراً بين ظنها في الرؤيا ، وتأويل النبي (ص) لها. قالت: فولدت فاطمة حسيناً فكان في حجري أربيه.
وهكذا ساهم تأويل الرؤيا في ترسيخ الإيمان وتوكيد صدق النبي (ص)بجمعه وحيازته للعلوم والمعارف والكمالات بقسميها الكسبي والهبة فضلاً من الله ورحمة وحجة ودعوة للايمان.
قالت أم الفضل (فدخل علي يوماً وحسين معي فأخذه يلاعبه ساعة ثم ذرفت عيناه فقلت ما يبكيك قال هذا جبريل يخبرني أن أمتي تقتل ابني هذا)تأريخ دمشق14/196.
العدد : 194/24 في 12/7/2024