يوميات علمية للمرجعية الإسلامية / المرجع الصالح الطائي
كان الحسين عليه السلام منذ ولادته يهتدي بنور ورحمة من الله عز وجل ، رضع من منبع المكارم والتقوى , ونهل من العلم والاستقامة ما يؤهله لأبرز الأنوار التاريخية في أيام بناء الإسلام وترسيخ قواعد إنطلاق أفق إصلاحه للمجتمعات شرق وغرب الجزيرة العربية , فكان رسول الله (ص) يأتي بيت أمير المؤمنين كل يوم ويتفقد الحسنيين . أتى فاطمة عليها السلام يوماً فقال : أين ابناي ؟ فقالت :ذهب بهما علي ، فتوجه رسول الله (ص) فوجدهما في مشربة وبين أيديهما فضل من تمر ,فقال : يا علي ألا تقلب إبنيّ قبل الحر.
وكان الحسنان يخاطبان رسول الله (ص) ويقولان يا أبتاه , ويقول الحسن لأمير المؤمنين : يا أبا الحسن ويقول الحسين له : يا أبا الحسن ، الى أن توفى رسول الله (ص) فخاطبا الإمام علي يا أبتاه .
كان النبي (ص) والمسلمون معه حريصين على الإنتفاع من ساعات وأيام عمر النبي لينهلوا من العلوم ولإكمال نصوص الشريعة ومثلما كان النبي (ص)احياناً يبدأ ببيان معالم الدين وأوجه مصالح الأمة والأفراد كذلك يكون أثر كل فعل مبارك يقوم به ومنه الاشراف المباشر على إعداد وتنشئة الحسنيين بلحاظ موقعهما كقطب للإسلام , وأحد أركان صرح التقوى , وتجليات سمات الوحدانية والعدل والحق الذي تنبعث من كل أرجائه نشوة العز والكرامة لتساهم في بعث روح التقوى وزيادة في الإيمان بما يجلب النفع وخير الدارين للأجيال المتعاقبة وما يستبشر به المسلمون من فضل الله وتغبطهم عليه الأمم إلى جانب ما فيه من مهابة وعلو وشأن ورفعة.
وقد أكدت دراسات علماء النفس في هذا الزمان موضوعية التربية والبيئة في تكوين شخصية الفرد وتاثيرهما في سلوكه وتصرفاته في الكبر .
وقد انفرد الحسنان بأنهما تربيا في حجر النبي (ص) الذي غذاهما بالعلوم بعناية يومية وملاحظة أبوية دقيقة بشعبة من الوحي , وإن كانت أصابع وبصمات رسول الله (ص) في تربية وإعداد كل مسلم ظاهرة وثابتة .
عن يزيد بن أبي زياد قال : خرج النبي (ص) من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة فسمع حسيناً يبكي فقال لفاطمة : أي بنية ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني.
العدد : 200/24 في 18/7/2024