يوميات علمية 272-24

يوميات علمية للمرجعية الإسلامية / المرجع الصالح الطائي

البكاء على الميت
يقال بكى يبكي بكى وبكاء بالقصر والمد، قيل القصر مع خروج الدمع ، وقد جمع حسان بن ثابت بينه وبين النياحة فقال :
بَكَتْ عَيَني وحُقَّ لها بُكاها … وما يُغْنِي البُكاءُ ولا العَوِيلُ.
والبكاء مظهر نفساني وهو مرآة لحال الحزن الشديد عند الانسان واطلاقه العنان للتعبير عما يلم بالنفس من الجزع والاسى ، وقد ثبت في تجارب الطب القديم ودراسات الطب الحديث وجود منافع للإنسان في البكاء عند المصيبة لما فيه من التخفيف من وطأتها على النفس.
(وَمَرّ رَسُولُ اللّهِ (ص) بِدَارِ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَظَفَرٍ – أي يوم معركة أحد – فَسَمِعَ الْبُكَاءَ وَالنّوَائِحَ عَلَى قَتْلَاهُمْ فَذَرَفَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللّهِ (ص) فَبَكَى ، ثُمّ قَالَ لَكِنّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ فَلَمّا رَجَعَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ إلَى دَارِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَمَرَا نِسَاءَهُمْ أَنْ يَتَحَزّمْنَ ثُمّ يَذْهَبْنَ فَيَبْكِينَ عَلَى عَمّ رَسُولِ اللّهِ (ص)).
لقد بكى النبي (ص) على شهداء أحد ، ثم ذكر مصيبته باستشهاد حمزة بن عبد المطلب لبيان أنه أيضاً فقد عمه شهيداً.
وفي مرض النبي (ص) الذي توفى فيه كانت فاطمة عليها السلام عنده وهي تقول (واكرباه لكربك يا أبتاه ، فقال لها رسول الله (ص) لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة ، إن النبي لا يشق عليه الجيب ، ولا يخمش عليه الوجه، ولا يدعى عليه بالويل ، ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم : تدمع العينان وقد يوجع القلب ، ولا نقول: ما يسخط الرب ، وإنا بك يا ابراهيم لمحزونون، ولو عاش إبراهيم لكان نبياً.
العدد : 272/24 في 28/9/2024

مشاركة

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn