يوميات علمية للمرجعية الإسلامية / المرجع الصالح الطائي
يحتمل قوله تعالى [إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ] من جهة البشارة وجوهاً :
الأول : إنه بشارة متحدة .
الثاني : إنه بشارة بخصوص عالم الآخرة حسب نظم الآية ، ومجئ خاتمتها بعد سؤال السلامة من الخزي يوم القيامة .
الثالث : إنه بشارة في أمور الدنيا والآخرة .
والصحيح هو الأخير ، فمصاديق خاتمة الآية حاضرة في كل يوم من أيام الدنيا بما فيه النفع العظيم للناس ، ويكون حضورها أظهر في جميع مواطن الآخرة ، لذا ورد قوله تعالى بخصوص أهل الجنة [وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ].
ومنه الشكر لله عز وجل على تنجز وعده للمؤمنين ، وهل قولهم [الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ] خاص بنعم الآخرة ، أم يشمل النعم وفضل الله عز وجل في الدنيا ، الجواب هو الثاني .
خاصة وأن الدنيا مزرعة للآخرة ، والعمل الصالح فيها بتوفيق من عند الله ليكون نوع طريق إلى الخلود في النعيم ، ومنه تلاوة آية البحث في الصلاة وخارجها [وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ] في الدنيا والآخرة .
ليتجلى قانون مصاحبة الوعد الإلهي وتنجزه للناس في الدنيا والآخرة.
العدد : 274/24 في 30/9/2024