لقد جاء الانبياء بمعجزات حسية ملموسة لم تنقض بانقضاء عصرهم وهلاك الأجيال التي عاصرتهم بسبب معجزة القرآن العقلية التي تستمر إلى يوم القيامة وفيه الآيات التي تشاهد بالبصيرة وفيه من الأوامر والنواهي قال تعالى [وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ].
وكان التفسير وهو بيان تأويل الآيات القرآنية وكشف المراد عن مقاصدها والبحث عن مداليلها ومعرفة أحكامها من أقدم الاشتغالات العلمية التى تعهد بالاهتمام بها المسلمون منذ عصر القرآن ومنه تفسير النبي (ص) لآيات من القرآن الكريم وآياته والذي يسمى بالتفسير بالمأثور ومنه تفسير الاستدلال بآية على آية وتفسير الإمام علي والأئمة من ولده عليهم السلام والطبقة الأولى من مفسري المسلمين وهم جماعة من الصحابة اعتنوا بهذا الشأن , ثم شيوع البحوث الكلامية بعد النبي (ص) واختلاط المسلمين بالفرق المختلفة فأحتاج المؤمنون الإحتجاج بكتاب الله في انتزاع الحقوق وبيان طرق الحكمة وكشف الغطاء بالتعبد المحض , وبحث المعارف الدينية ودراسة الجهات الأدبية للفظ وقراءته.
العدد : 34/25 في 3/2/2025