بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
م/ اليوم العالمي للقرآن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الحمد لله الذي جعل آيات القرآن مصدراً دائماً للضياء المحض ومنبعاً للمعارف المستفيضة، وخزائن علمية لا تنفد كنوزها ومأدبة سماوية ينهل منها الناس على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ليبقى القرآن وما فيه من الإشراقات الغيبية حاجة مستديمة وملازمة لأهل الأرض خصوصاً وان الإنسان ممكن وكل ممكن محتاج.
وفي أيام العـولمة وتقـارب الأمم وتداخـل الأفكـار طوعـاً وقهراً اقترح تخصيص يوم باسم "اليوم العالمي للقرآن" تقدم فيه النشاطات والدراسات الخاصة بالقرآن وتقام فيه المعارض والفعاليات المناسبة، مع السعي لتثبيت هذا اليوم في المنظمات والمؤسسات العالمية والوطنية مثلما جرى تخصيص ايام للمواضيع المختلفة، بل بالأولوية لما في القرآن من اسباب السمو والرفعة، وصفات الكمال الإنساني، وإعجاز ذاتي وغيري وجامع لهما، وافاضات كلية مشككة تترشح على الإنسانية جمعاء وعلى المسلمين بصورة خاصة، والأولى ان يطلق هذا العنوان التشريفي على اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك، وقيل فيه اول نزول الوحي في السنة الحادية والأربعين من عمر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه وقعت معركة بدر ونزل قوله تعالى [ إِنْ كُنتمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ].
و(الفرقان) من اشهر اسماء القرآن بعد اسم القرآن، ولعلهما مرجع جميع اسمائه كما ترجع صفات الله عز وجل مع كثرتها الى معاني الجلال والجمال، وفي المعنى الأعم لالتقاء الجمعين ومفهومه اشارة الى تقارب الحضارات في هذا الزمان، وظواهرمستقبلية غيبية، ومقدمة لصيغ الحوار والتداخل والتزاحم بين الأديان والأمم، ومواجهة نوعية للمفاسد العرضية وأسباب التحدي لعالم الفضائيات والتكنولوجيا، واستثمار مبارك لها ومساهمة في تهذيب النفوس، واكرام وتعاهد للقرآن.
وربما كان ورود [ يَوْمَ الْفُرْقَانِ] في الآية الكريمة اعلاه دعوةً لتخصيص هذا اليوم وخطـاباً انحـلالياً لكل المؤمـنين، لذا اعـرض بين أيديكـم هذا الاقتراح ليكون يوم القرآن عيداً يتجلى فيه الإرتقاء الى عالم الملكوت، والسعي النوعي لبلوغ اشرف المقامات. [ وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ].
حُرر في الثامن والعشرين من جُمادى الثاني 1424. صالح الطائي
النجــف الأشــرف