يوميات علمية للمرجعية الإسلامية / المرجع الصالح الطائي
أقسام الظن
الظن هو ترجيح الصواب والظاهر مع احتمال الطرف الآخر ، أما إذا رُجح غير الصواب فهو الوهم ، وقد يطلق الظن على الشك .
وجاء القرآن بتقسيم استقرائي عقائدي للظن نبينه هنا والحمد لله وهو أن الظن على قسمين بينهما تضاد :
الأول : ظن المؤمنين وهو ممدوح ، وهو ترجيح مضمون الخبر وهذا الظن أحد طرفي اليقين ، ولكنه الأدنة منهما إذ لا يصل إلى مرتبة اليقين ، وتدل عليه آيات متعددة منها قوله تعالى [وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ] .
الثاني : ظن الكفار وهو مذموم ومنه [وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا].
ولا أصل لإتخاذ بعض الأصوليين قديماً وحديثاً آيات الظن المذموم دليلاً لترك خبر الواحد ، فهو أجنبي عنها مثل قوله تعالى [وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ] فمورد هذه الآية ذم الذين كفرواً.
بالإضافة إلى عدم ثبوت الملازمة بين خبر الواحد والظن وعلى فرضها فيعتمد الظن المحمود في القرآن وهو الموافق لتعريف المناطقة وأنه الطرف الأدنى في التصديق ، قال تعالى في الثناء على المؤمنين [الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ].
العدد : 203/24 في 21/7/2024