يوميات علمية للمرجعية الإسلامية / المرجع الصالح الطائي
من الإعجاز في مضامين سورة يوسف أن السجين الغريب المظلوم يأمر دولة عظيمة تشمل مصر والسودان بأمر فيه بقاء الملك في كرسيه ، واستدامة حياة الناس بطرد شبح المجاعة والهلاك عنهم ، وما يصاحبها من الفساد والسرقة والإقتتال ، وهو من مصاديق قوله تعالى رداً على الملائكة [إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ] في الرد على الملائكة حينما احتجوا على جعل الإنسان [فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً].
فمن علم الله عز وجل انقاذ الناس واستدامة عمارتهم للأرض ، ومن وسائل هذا الإنقاذ رؤيا ملك مصر وتأويل النبي يوسف عليه السلام لها.
ومجئ هذا التأويل بصيغة الأمر ، ثم عمل وتقييد أهل مصر ومن حولها به لخمس عشرة سنة , لتنكشف الغمة بسنة خصب بوعد ولطف من الله بقوله [ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ].
العدد : 204/24 في 22/7/2024