قسّم بعضهم فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى قسمين :
الأول : بشري , فيحب ويكره ، ويرضى ويغضب ، ويأكل وينام مع إختصاصه بفيض من الله في هذا الأمر مثل صوم الوصال ، ليومين والليلة التي بينهما أو لثلاثة أيام والليلتين اللتين بينهما .
الثاني : الجانب النبوي وهو خاص بالتبليغ والوحي .
ولا دليل على هذا التقسيم الإستقرائي ، إنما هناك تداخل بينهما وفناء الجانب البشري بالنبوة ، قال الله تعالى [قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَسُولاً] لبيان الملازمة بين صفة الرسالة والبشرية ، وقد يستدل على إستقلال جانب البشرية بحديث تأبير النخل , وبما ورد (عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن رسول الله قال : إنما أنا بشر ، وإنكم تختصمون إليّ ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، فأقضي له على نحو ما أسمع منه ، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذنه ، فإنما أقطع له قطعة من النار).
ولكن الحديث إخبار عن حكم النبي بالبينات والأيمان ، ولبناء صرح القضاء وجعل المسلم يخشى الله عز وجل عند الإدعاء والشهادة واليمين ، مع تذكير الناس بالحساب الأخروي.
العدد : 246/24 في 2/9/2024