(أنا ابن الذبيحين)
هذا قول للنبي محمد (ص) فهو من ولد إسماعيل (ع) الذي أراد أبوه الرسول إبراهيم (ع) ذبحه بناء على رؤيا هي شعبة من الوحي قال تعالى [فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ].
أما الذبيح الآخر فهو أبوه عبد الله إذ نذر عبد المطلب لئن ولد له عشرة أولاد ، وبلغوا معه وصاروا يمنعونه ويذبون عنه لينحرن أحدهم ، فلما تكامل عددهم عشرة جمعهم وأخبرهم بنذره ودعاهم للوفاء به ، وأخذهم وأجرى القرعة بينهم في جوف الكعبة بالأزلام وهي أقداح كل واحد منهم له قدح عليه اسمه ، فخرجت القرعة على عبد الله , وهو أصغر ولده وأحبهم إليه .
فأخذه عبد المطلب بيده ومعه الشفرة ليذبحه ، فمنعته بنو مخزوم وأخوه أبو طالب وولده ، وقالوا لئن فعلت هذا تكون سنة .
فذهب عبد المطلب وجماعة من قريش إلى المدينة (يثرب) وفيها عرافّة اسمها سجاح لها تابع (من الجن) فقالت كم الدية عندكم قالوا عشرة من الإبل ، فقالت اقرعوا بينه وبين عشرة من الإبل ، وكلما خرجت عليه زيدوا عشرة إلى أن تخرج على الإبل فتنحر وينجو صاحبكم ، فلما بلغت مائة خرجت القرعة على الإبل فنحرت , لا يصدّ أو يمنع عنها إنسان .
ومن فضل الله عز وجل برسالة محمد (ص) بطلان مثل هذا النذر ، وكذا نذر المعصية .
العدد : 266/24 في 22/9/2024