يوميات علمية 290-24

يوميات علمية للمرجعية الإسلامية / المرجع الصالح الطائي

لا أصل لقاعدة ما من عام إلا وقد خُصّ
اللفظ العام هو المستغرق لجميع أفراد الماهية والجنس مثل لفظ (الناس) (الشجر) ، أما اللفظ الخاص فهو اللفظ الدال على طائفة من أفراد الجنس .
ولم تنهض القاعدة الشائعة (ما من عام إلا وقد خص) أمام الإرادة التكوينية ، والتشريعية , فالمختار أن أفراد العام التي لم تخصص بالمليارات في كل يوم أضعاف مضاعفة للعام الذي خصص أو يخصص ، وهذا القول لأول مرة ، فمن العام ما يستحيل عليه التخصيص ، ومنه ما لا يقبل التخصيص ذاتاً أو عرضاً، ومنه عظيم قدرة الله وسلطانه ، قال تعالى [إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] [إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] [وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ] [وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا]
وفي قوله تعالى [وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ]انتفاء التخصيص والتقييد في خمس أمور في النشأتين.
[إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] [لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ][ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ] [هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ] [لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ] [قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ][ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ] أنظر الجزء (226) من تفسيري (معالم الإيمان في تفسير القرآن) الذي اختص بتفسير هذه الآية الكريمة .
[ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ][ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ] أي كل الرعد , وكل الملائكة [اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ]أي القرآن [نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ].
نعم ورد التخصيص في موارد عديدة منها قوله تعالى [يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ] [يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ] [يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ] [يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ] [يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ].
لتذكر الآية أعلاه أمرين على نحو التخصيص , ثم تذكر أمراً يجمع الناس وهو الإنقلاب والرجوع الحتمي إلى الله عز وجل ويبدأ هذا الإنقلاب بمفارقة الروح الجسد , وكأنه من عطف العام على الخاص .
قال النبي (ص) (من مات قامت قيامته)البحار 58/7.
قال تعالى [يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ] لبيان قانون أن الله عز وجل هو خالق العام ومخصص لأفراد منه.
وهل قوله تعالى [ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ] من العام أم الخاص ، الجواب إنه من العام من جهات ، وتجد التفصيل في الجزء (264) من معالم الإيمان إن شاء الله.
العدد : 290/24 في 16/10/2024

مشاركة

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn