يوميات علمية للمرجعية الإسلامية / المرجع الصالح الطائي
قال تعالى [وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ]
لقد ذكرت الآية خمسة وجوه يبتلى بها المسلمون وهي:
الأول : الخوف من العدو والأوبئة .
الثاني : الجوع.
الثالث : نقص الأموال , وقيمة الدينار .
الرابع : نقص الأنفس , وكثرة الموت والقتل ,والنسبة بين الموت والقتل عموم وخصوص مطلق , فالموت أعم .
الخامس : القحط وقلة الثمرات والريع .
وجاءت الآية على نحو التبعيض (بشيء من) ويحتمل وجوهاً:
الأول : إرادة القلة والسالبة الجزئية في أفراد الخوف والجوع ووجوه الإبتلاء الأخرى ، تخفيفاً ورحمة من الله عز وجل.
الثاني : حصول الإبتلاء على فترات متقطعة ومتباعدة.
الثالث : إصابة فريق وطائفة من المسلمين دون غيرها , ووقوع الإبتلاء في بعض المدن والأمصار الإسلامية دون الجميع.
ولا تعارض بين هذه الوجوه، وكلها من مصاديق الآية , وفيه دعوة للمسلمين للصبر والدعاء والسعي ، والإنقطاع إلى ذكر الله وأداء الفرائض العبادية ، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , لتكون مجتمعة ومتفرقة واقية من الإبتلاء وشدته , وبرزخاً دون طول مدته . وعن أبي بصير قال الإمام الصادق عليه السلام (لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال والانفس والثمرات، فإن ذلك في كتاب الله لبين، ثم تلا هذه الآية) النعماني ت 360/الغيبة 5/20.
ومن مصاديق الوعد والأمل واللطف من الله قوله تعالى [يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ].
العدد : 291/24 في 17/10/2024