يوميات علمية للمرجعية الإسلامية / المرجع الصالح الطائي
آدم نبي رسول
النبي هو الإنسان الذي اختاره الله عز وجل للإخبار عنه وليبلغ الأحكام عن الله عز وجل من غير واسطة بشر ، وسمي نبياً لأنه أنبأ أي أخبر عن الله، سواء كانت له شريعة مبتدأة أو يتبع شريعة الرسول الذي قبله.
لقد جمع آدم عليه السلام بين نفخ الله فيه من روحه , وسجود الملائكة له , وكلام الله له قبلاُ , وسكنه وزوجته الجنة , وهبوطه إلى الأرض نبياً رسولاً , وقال تعالى [أني جَاعِلٌ فِي الارْضِ خَلِيفَةً] وكانت الأرض كلها لآدم وعن الإمام الباقر (ع) قال رسول الله (ص) : خلق الله تعالى آدم وأقطعه الدنيا قطيعة) الكافي 1/605.
وبالإسناد عن أبي ذر الغفاري قال : دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس وحده، فجلست إليه فقال لي: يا أبا ذر أن للمسجد تحية، وأن تحيته ركعتان، فقم فأركعهما، فلما ركعتهما جلست إليه، فقلت : يا رسول الله، إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة؟ قال : خير موضوع، إستكثر أو إستقل .
قلت : يا رسول الله، كم الأنبياء ، قال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً.
قلت : يا رسول الله، كم الرسل من ذلك؟
قال : ثلثمائة وثلاثة عشر جماً غفيراً. يعني كثيراً طيباً.
قلت يا رسول الله، من كان أولهم ، قال : آدم ، قلت: يا رسول الله وآدم نبي مرسل.
قال : نعم، خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، ثم سواه قُبُلاً.
وبالإسناد عن أبي إمامة عن أبي ذر قال: قلت: يا نبي الله،أنبياً كان آدم؟ قال : نعم، كان نبيّاً، كلمه الله قُبُلاً) تأريخ الطبري 1/151.
لبيان قانون ابتداء أحكام الشريعة في الأرض مع وجود آدم فيها، وكذا ما يتعلق بواجبات الإنسان ونوع أفعاله، ولقد اختاره الله للتبليغ إلى زوجه حواء وولده وأحفاده و(قال ابن عباس : لم يمت آدم حتى بلغ ولده وولد ولده أربعين ألفاً بنوذ. ورأى آدم (عليه السلام) فيهم الزنا وشرب الخمر والفساد) الكشف والبيان 5/64.
وفي الخبر أنه أنزل عليه احدى وعشرون صحيفة كتبها آدم عليه السلام بخطه علمه إياها جبرئيل عليه السلام.
ويبقى قانون الملازمة بين أول وجود للإنسان على الأرض وبين النبوة فخراً للناس جميعاً، وتشريفاً لهم، وحجة لأهل الإيمان، وبركة تتغشاهم وعبرة وموعظة، وإكراماً من الله تعالى لمقام الأبوة بلحاظ أن آدم أبو البشر.
العدد : 292/24 في 18/10/2024