يوميات علمية للمرجعية الإسلامية / المرجع الصالح الطائي
يدل قوله تعالى [وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا] على بكارة مريم حين ولادة عيسى عليه السلام ، أي أجرى الله روح عيسى المسيح كالنفس والشهيق , والمشهور عن قتادة أن جبرئيل نفخ في جيب درعها وكان مشقوقاً من قدامها ، فنزلت النفخة فولجت في فرجها فحملت بعيسى من ساعتها , ولكن الآية تبين النفخ في مريم لإفادة (فيها) الظرفية .
وفيه تنزيه لمريم إلى يوم القيامة , ومنع من الإفتراء عليها وعلى عيسى ، وبيان فضل القرآن والنبي محمد (ص) على الأنبياء السابقين ، وتأديب المسلمين للذب عنهم [بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ].
وهل تلاوة آية [أَحْصَنَتْ] أعلاه من الذب عنهم ، الجواب نعم ، ولم يرد لفظ (احصنت) و(فرجها) إلا مرتين في القرآن ، وكلاهما في مريم عليها السلام لتوكيد التنزيه والعصمة في المقام , والتنبيه عليهما .
العدد : 308/24 في 3/11/2024